رفع إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس باسم جموع حجاج بيت الله العتيق من خلال خطبته أمس التهاني مضمخة معطرة، والدعوات صادقة مؤرجة لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين- حفظهما الله- وللأمة الإسلامية جمعاء، على ما من به سبحانه من نجاح موسم حج هذا العام بامتياز واقتدار، مقدمًا التحية والتقدير والدعاء والتوقير للقائمين على شؤون وفود الرحمن بكل تفان، موصول دعاءه للجنود المجهولين الساهرين على خدمة الحجيج وراحتهم، على تنوع اختصاصاتهم، لا سيما في لجنة الحج العليا والمركزية والأمنية والعلمية والدعوية والصحية، في إنجاح هذا الموسم العظيم باقتدار على الرغم من المحدودية المكانية والزمانية والظروف الإقليمية، والمتغيرات الدولية. وقال الشيخ السديس: إننا باسم الأمة الإسلامية قاطبة لنناشد من مهبط الوحي ومنبع الرسالة قادة الأمة وشعوبها القيام بدورهم التاريخي في العمل على بث الأمن والاستقرار في مجتمعاتهم ونبذ العنف والقمع والقتل والعدوان ورفع الظلم والبغي والطغيان، مدركين أن الوعي الحصيف هو السبيل بعد الله لاختيار طريق التوحيد والوحدة، لا التخبط والاضطراب والفوضى، فالتحديات المتسارعة والمتغيرات المتلاحقة لهذه الأمة تستدعي منها أن تعي مخاطر المستقبل فتستشرفه بكل ثقة واقتدار، وها هو الزمان يسير بنا سيرًا حثيثا، ولسان العبر والعظات يتلو علينا كل يوم حديثا، عروش زالت ودولا دانت، وأخرى انتصرت وقامت، والمنون تعتام الخيرة الأعلام والأعزة الكرام، والأقارب والأرحام.