أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام: «وفود الرحمن أيها الحجاج الكرام منذ أيام قلائل نعمتم بإكمال مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام، وأحد مبانيه العظام في أجواء إيمانية سعيدة وأوضاع أمنية فريدة، فاقدروا هذه النعمة الكبرى التي يغبطكم عليها سائر الأمم، واشكروا المولى سبحانه، حيث أفاض عليكم أزكى المنن والنعم وغمركم فضل الباري بالحج إلى البيت الذي جعله مثابة وأمناً للناس، وفي ذلك الأجر الجزيل بغير قياس». وناشد الشيخ السديس باسم الأمة الإسلامية قادة الأمة وشعوبها القيام بدورهم التاريخي في العمل على بث الأمن والاستقرار في مجتمعاتهم، مدركين أن الوعي الحصيف هو السبيل بعد الله لاختيار طريق التوحيد والوحدة لا التخبط والفوضى، فالتحديات المتسارعة والمتغيرات المتلاحقة لهذه الأمة تستدعي منها أن تعي مخاطر المستقبل، فتستشرفه بكل ثقة واقتدار وقال: «ها هو الزمان يسير بنا سيراً حثيثاً، ولسان العبر والعظات يتلو علينا كل يوم حديثاً، عروش زالت، ودول دالت، وأخرى انتصرت وقامت، وكذا يد المنون تعتام الخيرة الأعلام، والأعزة الكرام، والأقارب والأرحام، وهكذا الدنيا راحل بعد راحل، وعِبر لكل متدبر عاقل، فكونوا يا عباد الله الكرام، ويا حجاج بيته الحرام من المشمرين للدار الآخرة، الساعين للمنازل العالية الفاخرة». وفي المدينةالمنورة، بيّن إمام المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة أمس، أن أعظم المجاهدة في سبيل الله هي مجاهدة النفس على طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وختم آل الشيخ خطبته بقوله: «إن من مجاهدة النفس أن يكون الإنسان ذا همة عالية ونفس شديدة تواقة لفعل الخيرات، فالصحابة رضي الله عنهم حرصوا أن يكونوا مسارعين مسابقين للخيرات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه سراً وجهراً، ورجل آتاه الله القرآن؛ فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار».