قدم يوسف أحمد سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية تحفظًا رسميًا للجامعة العربية تضمن استغراب سوريا للتصريحات التي أدلى بها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ونائبه أحمد بن حلي، وبخاصة أنهما يعرفان جيدًا أن الورقة التي اتخذت عنوان خطة العمل العربية جاءت نتيجة جهد كبير بذل بين اللجنة الوزارية العربية والقيادة والمسؤولين في سورية، عبر سلسلة من اللقاءات التي جرت في دمشق والدوحة، من أجل مساعدة سورية للخروج من الأزمة الحالية، وليس من أجل استنزاف طاقاتها ومقدراتها، وصولًا إلى ضرب موقعها العربي والإقليمي، وتشويه الحقيقة المشرفة لمواقفها القومية ودعمها للحق العربي «بحسب قوله». قال مسؤول بالجامعة العربية إن عدم وفاء سوريا بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه عربيًا سوف يفقدها دعم الدول العربية الست التي رفضت توقيع عقوبات عليها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في اكتوبر الماضي واضاف أن الخيارات المطروحة امام الاجتماع الوزراي القادم «بالسبت» تتراوح ما بين التعليق لعضوية سوريا لفترة زمنية حتى تنفذ سوريا تعهداتها الواردة بالخطة العربية ويتم التصعيد تدريجيًا في حال استمرار سوريا في الرفض، وان الخيارات العربية في حال استمرار رفض سوريا تبقى مفتوحة، وايضا سوف يعجل الرفض السوري لتنفيذ الخطة العربية بتدويل الازمة السورية ونقلها من الجامعة العربية إلى المنظمات الدولية وهو الامر الذي ترفضه الجامعة العربية وتسعى بكل الطرق أن يكون الحل عربيا وداخل الجامعة العربية لتجنيب سوريا الاجندات الخارجية والتي لن تكون في صالح سوريا او الامن والاستقرار العربي. ودعت الجامعة إلى اجتماع «مستأنف عاجل» لوزراء الخارجية بناء على طلب من رئيس الدورة 136 لمجلس وزراء الخارجية العرب رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم، وتواصل الأمانة العامة بالجامعة العربية الاتصالات مع وزراء الخارجية وتكثف من اتصالاتها للتحضير للاجتماع المقرر انعقاده السبت القادم على مستوى وزراء الخارجية ويسبقه اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالمتابعة برئاسة قطر وعضوية كل من مصر والجزائر والسودان والعراق. ويتضمن جدول أعمال الاجتماع بندًا واحدًا وهو عدم التزام سوريا بالتنفيذ الفوري لخطة العمل العربية لوقف العنف والتي وافقت عليها في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية الذي عقد بمقر الجامعة العربية مساء الاربعاء الماضى وكانت سوريا قد تعهدت عبر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف احمد بالوقف الفوري لكل مظاهر العنف وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية والسماح بدخول وسائل الاعلام العربية والعالمية إلى جميع المدن السورية ومراقبة تنفيذ الاتفاق وبالتزامن مع دخول بعثة الجامعة العربية للمراقبة لتنفيذ الاتفاق وهو ما لم يتم حتى الآن رغم مرور خمسة ايام على موافقة سوريا، وكانت الخارجية السورية اعلنت في بيان بثته الوكالة السورية للانباء «سانا» مساء السبت واعلنت خلاله بدء تطبيق اتفاق جامعة الدول العربية في اول ايام العيد «الاحد» حسب نص البيان السوري وهو ما لم تلتزم به الحكومة السورية حتى امس الاثنين مما دفع رئيس اللجنة العربية ورئيس مجلس وزراء الخارجية العرب الشيخ حمد بن جاسم إلى الدعوة إلى استئناف اجتماع وزراء الخارجية والذي كان في انعقاد مستمر طبقا لقرار الاجتماع لمجلس الجامعة العربية السابق لبحث تطورات الازمة واتخاذ كل التدابير لحماية المدنيين السوريين.