لئن اصطرعت بعض الآراء بين الشعر الفصيح ورصيفة الشعبي في معرض التفضيل، ومساحة القبول في راهننا الثقافي، فالواقع يكشف عن «سماحة» كبيرة يبديها فضاء التلقي لهذين الجنسين من الشعر، بعيدًا من زحام النفي والإقصاء.. حيث تلقت الساحة الأدبية مؤخرًا ديوان شعر فصيح لمؤلفه الشاعر عبدالعزيز حمود الشريف تحت عنوان «بين ماءين»، بينما غاص الشاعر إبراهيم طالع الألمعي في مؤلفه الجديد مستخرجًا «من قيم الشعر الشعبي في عسير» شواهده المبرقة متخذًا من الشاعر عبدالله بِرْعامر (ابْرِبدّة) أنموذجًا.. الشريف في ديوانه «بين ماءين» الصادر عن النادي الأدبي الثقافي بجدة قدم 24 قصيدة بدأها ب «وراء دمي»، مستهلاً إياها بقوله: منذ أربعين عامًا.. أهزّ وريدي أحترس بصلاة أبي.. كأنني ألوذ بثوبه القديم ونعله».. ومختتمًا ب «صديقي» وفيها يقول: لهذا المساء.. وجوه تخالطني الفرح ... ملامح الغرباء أغنية النواصي وما تيسر من ثرثرة المدينة العجفاء..» أما الألمعي فكتابه صادر عن منشورات دار الشريف للإعلام والنشر، ورؤيته قائمة على أنموذج فلكلوري لشاعر ينهل من بيئته لغة خاصة مرتبطة ارتباطًا كليًا بالأداء الجماعي لفنون معينة..