أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية على ضرورة الاهتمام بالأبنية الخضراء، المنبثق عن رؤية واضحة وقناعة حقيقية بمبادئ المباني الخضراء بشكل عام، وتشجيع تطبيقاتها العملية على أرض الواقع. وقال سموه في المنتدى السعودي للأبنية الخضراء الذي احتضنته العاصمة الرياض على مدى يومين، واختتم اعماله امس في كلمةٍ ألقاها نيابةً عنه المشرف العام على مكتب سموه الدكتور عبدالرحمن الدهمش: اننا على استعداد تام للتواصل مع كل الأطراف المهتمة، لتوفير الظروف الملائمة لنجاح المبادرة، إيماناً من الوزارة بدور القطاع الخاص وقدرته في الابتكار والتجديد ودفع عجلة التنمية التي تشهدها البلاد. وقال الدهمش في كلمة الأمير منصور: «بعد اثني عشر شهراً منذ لقائنا السابق نجتمع ثانية نتحاور من أجل المسكن الطبيعي للتعرف على خلاصة الأفكار في عالم الأبنية الخضراء، وجديد الابتكار في مجال المواد الصديقة، وإبداعات التقنية في مجال ترشيد استخدامات الماء والطاقة.» ورأى سموه أن الجامعات والمختبرات وخطوط إنتاج المصانع والمعامل، لا تكُفُ كل يوم عن تزويد البشرية بجديد البحوث والمخترعات المبتكرة في كل مجال، بما في ذلك تقنيات البناء ومواد التشييد وتصاميم المساكن المطورة وأساليب التشغيل والصيانة الميسرة، ويبقى دور المعماريين والمهندسين، وملاّك المسكن الشخصي، العمل على تطويع تلك الابتكارات وتوظيفها بأقصى حد ممكن لخدمة فكرة الأبنية الخضراء والتأسيس لإيجاد واحات عمرانية صديقة للبيئة في بيئتنا المحلية. ومن جهته اعتبر وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح بن حسين العواجي أن الأبنية الخضراء التي تنتهجها بعض الشركات العقارية في المملكة، تعدّ دعماً لقطاعاتٍ عدة هامة، كالكهرباء والماء، لا سيما أن تلك الأنواع من الأبنية تعتبر أقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية والمياه في آنٍ واحد، وقدّر العواجي الذي كان يتحدث في جلسات منتدى الأبنية الخضراء نسبة التقليل التي تعود بها الأبنية الخضراء على الطاقة الكهربائية والمائية بقرابة 30 بالمائة، في حين تبقى جودة البناء كما هي في الأنواع الأخرى من الأبنية. من جهة ثانية وضع مهندس متخصص في القطاع العقاري خيار اللجوء للأبنية الخضراء أمام العاملين في قطاع العقار والمقاولات، الذي يشهد تصاعدًا ملحوظًا في المشروعات التجارية والسكنية، وتولى الأمين العام للمنتدى السعودي للأبنية الخضراء المهندس فيضل الفضل، مهمة إقناع المقاولين في المملكة لتبني هذا النوع من الأبنية صديقة البيئة، لا سيما أن دراسات علمية أثبتت قدرة هذه المباني على توفير 30 في المائة من الطاقة الكهربائية والمياه في آن واحد. وطالب الفضل على هامش فعاليات «المنتدى السعودي للأبنية الخضراء 2011م» الذي اختتم اعماله في دورته الثانية في الرياض امس، المقاولين بتطبيق معايير المباني الخضراء، ومفاهيم الاستدامة الأساسية في المباني المطلوبة لأي نظام تقدير خاص من شأنه إعطاء كفاءة للمياه والطاقة والمواد وابتكار التصميم، إلى جانب الاستفادة من الحلول المبتكرة لتحقيق الاستخدام الأفضل لموارد الطاقة البديلة في المملكة لتطوير الأبنية الخضراء الآن وفي المستقبل. كما دعا الفضل إلى التعرف على آخر التطورات في توفير الطاقة المستدامة والتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن «المنتدى السعودي للمباني الخضراء» يعمل على تعزيز البحث في تقنيات المباني الخضراء والمباني المتوافقة بيئيًا، كما يهتم بمناقشة ودعم المبادى التوجيهية والاستدامة وقوانين البناء ونظم التقييم والمبادرات الخضراء التي يجري وضعها وتنفيذها في المملكة. وكشف الفضل أن عدد المؤسسات السعودية العامة والخاصة التي تم تسجيلها في المجالس العالمية للأبنية الخضراء بلغ 18 مؤسسة، إضافة إلى 89 شخصًا من المعنيين بالأبنية الخضراء، والمكاتب ذات الصلة المعترف بها من قبل المجالس الخضراء العالمية، مما يوضح أن المملكة تسير بخطى ثابتة في هذا المضمار. وأضاف: «ونتيجة لذلك تقدم المملكة أيضًا 47 مبنى من المباني الخضراء تسارع للحصول على التسجيل العالمي كونها مبانٍ عالية الكفاءة، تضم العاصمة الرياض وحدها 29 مبنى، لتقفز الرياض بذلك قفزة كبيرة عالمية».