حمل متخصص في قطاع المباني والإنشاءات، المقاولين مسؤولية التأخر في تطبيق معايير الأبنية الخضراء في المملكة، ووصفهم ب«المتباطئين حيال تطبيق مفاهيم الأبنية الخضراء، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعداً ملحوظاً في المشاريع التجارية والسكنية». وطالب الأمين العام للمنتدى السعودي للأبنية الخضراء المهندس فيصل الفضل، على هامش فعاليات المنتدى الذي عقد في الرياض أمس، المقاولين بتطبيق معايير المباني الخضراء، ومفاهيم الاستدامة الأساسية في المبنى والمطلوبة لأية نظام تقدير خاص من شأنه إعطاء كفاءة للمياه والطاقة والمواد وابتكار التصميم، إلى جانب الاستفادة من الحلول المبتكرة لتحقيق الاستخدام الأفضل لموارد الطاقة البديلة في المملكة لتطوير الأبنية الخضراء حالياً وفي المستقبل». وكشف الفضل أن عدد المؤسسات السعودية العامة والخاصة التي تم تسجيلها في المجالس العالمية للأبنية الخضراء بلغ 18 مؤسسة، إضافة إلى 89 شخصاً من المعنيين بالأبنية الخضراء، والمكاتب ذات الصلة المعترف بها من المجالس الخضراء العالمية، ما يوضح أن السعودية تسير بخطى ثابتة في هذا المضمار. وأضاف: «ونتيجة لذلك تقدم السعودية أيضاً 47 مبنى من المباني الخضراء للحصول على التسجيل العالمي كونها مبان عالية الكفاءة، تضم العاصمة الرياض وحدها 29 مبنى، لتقفز الرياض بذلك قفزة عالمية كبيرة». ويُعرف البناء الأخضر بأنه بناء صديق للبيئة صُمم ليكون أقل إضراراً بالبيئة بقدر الإمكان، باستخدام استراتيجيات معينة مثل الطاقة الشمسية، مواد البناء المحلية الطبيعية ومصادر الطاقة المتجددة، لتحسين نوعية البيئة للمباني والحد من التأثير السلبي على النظام البيئي. ودعا الفضل إلى التعرف على آخر التطورات في توفير الطاقة المستدامة والتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى إن «المنتدى السعودي للمباني الخضراء» يعمل على تعزيز البحث في تقنيات المباني الخضراء والمباني المتوافقة بيئياً، كما يهتم بمناقشة ودعم المبادئ التوجيهية والاستدامة وقوانين البناء ونظم التقويم والمبادرات الخضراء التي يجري وضعها وتنفيذها في المملكة. من جهته، أكد وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح العواجي، أن الأبنية الخضراء تعد داعماً لقطاعات مهمة عدة، كالكهرباء والماء، مبيناً أن تلك الأنواع من الأبنية تعتبر أقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية والمياه في آنٍ واحد، طبقاً لدراسات أجريت على هذا الجانب، وأثبتت الأبنية الخضراء بالفعل جدواها من حيث استهلاك المطلبين الأساسيين في الحياة عموماً. ولفت العواجي، الذي كان يتحدث في جلسات منتدى الأبنية الخضراء، إلى أن الأبنية الخضراء تخفض استهلاك الطاقة الكهربائية والمائية بنحو 30 في المئة، في حين تبقى جودة البناء كما هي في الأنواع الأخرى من الأبنية. وانتقد وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء بعض العاملين في القطاع العقاري، لعدم وجود وعي فعّال في هذا النوع من الأبنية، داعياً إلى إيجاد ثقافة عامة لدى العاملين في قطاع البناء والعقار، بعد التخلص من بعض العوائق التي تكتنف قوانين العمل في قطاع البناء. وقال العواجي إن كود البناء السعودي يتضمن أوجه عدة من النظم، من شأنها أن تسهم في ترشيد الطاقة الكهربائية والمائية، مُعرجاً في ذات الوقت على بعض الأبنية التي تحويها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض، والتي تم افتتاحها قبل أشهر، إذ تضم عدداً من المباني المبنية بأسلوب الأبنية الخضراء، وهو الأمر الذي عدّه خطوة قد تُسهم في انتشار هذا النوع من الأبنية التي تعتبر صديقة للبيئة. وتوقع تزايد في الإقبال على الأبنية الخضراء خلال السنوات المقبلة، غير أنه لم يرَ أن الأمر كافي عند هذا الحد، بل طالب بتوعية بأهمية الاتجاه لتلك الأنواع من البناء الصديق للبيئة.