في أحد محلاتنا التقيت بالصدفة في عام 2000 بوالد الدكتورة والعالمة والطبيبة «حياة سندي» -رحمه الله-، وقص علينا قصة ابنته، ومنذ سماع القصة من والدها بصوت آهاته وخفقات قلبه. تتبّعت إنجازاتها واختراعاتها ورحلاتها وأبحاثها، وفي لقائنا معها في هيئة الإغاثة الإسلامية بجدة بَهَرَت الدكتورة سندي الحاضرات بمشروعها «التشخيص للجميع»، والمشروع عبارة عن تقنية حديثة تم تطويرها في معمل «جورج وايتسايد» بجامعة هارفرد لتختزل مختبرات التحليل في جهاز بحجم بصمة اليد مصنوع من الورق، يمكن للشخص العادي أن يستخدمه لإجراء التحليل في أي وقت، وقراءة النتيجة مباشرة لتشخيص الحالة المرضية، أو عرضها على المختص دون الحاجة لزيارة المعمل. وقد حصل المشروع الذي انبثق عن مؤسسة غير ربحية أسسها كل من (جورج وايتسايد، كارمايكل روبرتس، حياة سندي) على المركز الأول في مسابقة خطط العمل للمشاريع الاجتماعية، التي أقامتها «جامعة هارفرد للأعمال»، وكذلك في مسابقة المبادرات التي أقامها «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT» مؤخرًا، وهو بذلك يعد أول مشروع يحصد الجائزتين في عام واحد. وتكلفة الشريحة ثلاث هلالات، ويهدف مشروع «التشخيص للجميع» أنحاء العالم وخاصة الدول النامية، التي لا تتوفر فيها المعامل والمختبرات بتجهيزاتها المتطورة مما يجعل التشخيص عملية صعبة ومكلفة. ألم تروا أن عالمنا يعاني من (حُمّى) اختلطت أوراقه، واهتزت قِيَمه، ففقدنا نعيمَ التوازنِ والرؤية الثاقبة، ونشوةَ الانتصار على أنفسنا الأمّارة بالسوء؟!.. فهناك من يأتي إلينا ليُشكِّك في مناهجنا ورحلة أبنائنا وبناتنا العلمية وبأخلاقهم في الابتعاث للخارج. هل تحتاج قصة د. حياة سندي شرح..؟! لا أظن.. لكنها على الأقل تقول: لا تجعلونا نُكذِّب أقوالكم بنجاحات أبنائنا وبناتنا.