اتجه عدد من المواطنين لشراء الخضراوات والفاكهة من عربات الباعة الجائلين»عربات اليد» هربا من ارتفاع الاسعار في المحال التجارية والسوبر ماركت، وعلى الرغم من ان تلك السلع تعرض بشكل عشوائي، إلا ان السواد الاعظم من مشتروات تلك السلع يؤكدون أنها تفي بالغرض لا سيما وأنها تغسل جيدا ويتم طهيها على النار، مما يؤكد انها مؤمّنة عند تناولها. وفي الوقت الذي يرى مستهلكون ان تلك العربات التي تنتشر في بعض احياء وشوارع جدة تؤمن لهم احتياجاتهم بأسعار معتدلة، إلا انهم في الوقت نفسه اعتبرها من الظاهر التي تشوّه الشكل العام للمدينة. ويقول المواطن نافع الحسن: بعد ارتفاع اسعار الخضراوات بشكل كبير وصل إلى 100 في المائة في بعض السلع، اتجهت إلى شراء بعض المنتجات الزراعية من عربات الباعة الجائلون، وأضاف: هذه العربات تبيع بأسعار تقل كثيرا عن اسعار السوبر ماركت، ومحلات بيع الخضراوات، مشيرا إلى ان هؤلاء الباعة لا يتكلفون ايجارات، ولا عمالة، ولا يدفعون كهرباء، ومياه، وهو ما جعل اسعارهم الاقل حال مقارنتها بأسعار المحلات الأخرى. ويتفق مصعب صخر مع الرأي السابق مضيفا: الباعة الجائلون على الرغم من ان اسعارهم معتدلة، إلا انهم يشوهون الشكل العام لمدينة جدة، مشيرا إلى ان هذه الظاهرة يجب ان تختفي، او ان يخصص لها اماكن بعيدا عن العشوائية. وشهدت خلال الفترة الحالية العديد من المنتجات الزراعية ارتفاعا في اسعار المنتجات الاساسية التي تحتاجها الاسرة، وهذا ما يؤكده احد التجار في حلقة الخضراوات،ويقول عبدالله مقرن صاحب محل لبيع الفواكه والخضراوات: أجلب بضاعتي من الحلقة وأشارك في الحراج وأشتري بثمن السوق الذي يسري على الجميع، وارتفاع الأسعار ليس من مسؤوليتنا وهذا سعر السوق. ويوضح مقرن، أن سبب ارتفاع الأسعارعلى حد علمي نظرا لقلة الكميات، فالموضوع مرتبط بعملية العرض والطلب، إذ ان تراجع الكميات المستوردة من بعض السلع والخضراوات، من بعض البلدان العربية بسبب الأحداث، أدى إلى تراجع الكميات، وفي حالة نقص الكمية يرتفع السعر. ويضيف: من الاسباب الاخرى لارتفاع اسعار الخضراوات، التغيرات المناخية في بعض البلدان لاسيما أن المنتجات الزراعية المحلية لا تغطي نسبة الطلب بشكل كافٍ. وعن تأثير الباعة الجائلون على حركة البيع قال: لا ادري من اين تأتي تلك العمالة بالبضائع، فإذا تم جلب ما ليهم من الحلقة، فإن اسعارهم لن تكون بهذا السعر. من جانبه يشير عامر السلمي ناشط اجتماعي في مركز حي البساتين بجدة إلى أن ظاهرة بيع المنتجات الزراعية في الشوارع هي ظاهرة غير حضارية ومشوهة للمنظر العام ويقول: هي ليست مجرد ظاهرة مزعجة ومسببة للزحام في الطرقات العامة وحسب، بل أنها قد تسبب في نشر الأمراض البكتيريا بين الناس، فهذه الثمار هي مواد قابلة لتحلل والتعفن بمجرد إهمالها تحت اشعة الشمس لفترة وجيزة حتى تصبح غذاء مناسب جدا للبكتيريا والحشرات الناقلة للأمراض، وهؤلاء المتجولين غالبا لا يهتمون إلا بعرض و تصريف ما يمكن تصريفه مما لديهم من فواكه وخضراوات في الشوارع بدون الاهتمام بجودتها أو حفظ المردود منها في الثلاجات لحمايتها من التلوث. وقال: ربما تكون تلك السلع تلبي احتياجات البعض، ولكن يجب الحذر عند شرائها. ويضيف: ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية مثله مثل بقية المنتجات له أسبابه وأضراره، وفي هذه الحالة علينا جميعا العمل بجهد على دعم الإنتاج المحلي في جميع المجالات وهذا هو الحل الوحيد، أما إذا جلسنا نتبادل الشكاوى ونتجه للطرق الغير نظامية لتلبية الاحتياجات، والانتظار بدون عمل. ويقول احد المواطنين «فضل عدم ذكر اسمه» ارتفعت أسعار الفواكه والخضراوات واشتري ما احتاجه من هؤلاء - مشيرا إلى أحد باعة الخضراوات المتجولين في الطريق- لأنهم يبيعون بأسعار أرخص بكثير من تلك التي في المحلات التجارية، ولا أجد أن هناك فرقا بين هذه الثمار وتلك فما يهمني في الاول والاخير هو السعر.