أكد مستهلكون وربات بيوت أن عربات بيع الخضراوات المنتشرة على الطرقات باتت تشكّل مصدرًا للحصول على متطلبات المنزل واحتياجاته من تلك المحاصيل الزراعية، بسبب تدني اسعارها مقارنة بنفس الانواع وارتفاع أسعارها في محلات السوبر ماركت والبقالات. وكشفت ربات منازل أنهن يخصصن أوقاتًا لتفقد أماكن تلك العربات التي تديرها في العادة عمالة غير نظامية لانها تبيع باسعار اقل من تلك التي تباع في المحال المتخصصة. وبرزت وبشكل واسع ظاهرة انتشار الباعة الجائلين في شوارع مدن المملكة والتي قابلها إقبال واضح من قبل المستهلكين على الخضار والفواكه التي يقوم ببيعها هؤلاء الباعة غير المرخصين، لكون الخضار والفواكه لديهم طازجة على الدوام، لانها تنفذ بشكل سريع ويتم جلب غيرها، بالإضافة إلى انخفاض الأسعار التي يبيعون بها والتباين الواضح بينها ومحلات بيع الخضار والسوبر ماركت. تقول زينب السليم ربة منزل: أقوم برفقة زوجي في بعض الأحيان بشراء الخضار من الباعة الجائلين في الشوارع، على الرغم من علمنا بأنهم غير مرخصين، وأحيانا نفاجأ بهم يركضون خوفا من سيارات البلدية التي تصادر بضائعهم، ولكننا نضطر للبحث عنهم حول المنزل لأسباب عدة أهمها: أن بضائعهم طازجة دائما وتباع بأسعار مخفضة مقارنة مع محلات الخضار، والسوبر ماركت ويقبلون المفاصلة في الأسعار بعكس المحلات التي تبيع الخضار والفواكه، ففي بعض الأحيان بل في الأغلب تكون بضائع الباعة الجائلين طازجة أكثر وارخص بكثير. وتضيف السليم: نحن لا نشتري الخضار والفواكه إلا من هؤلاء، ولا نذهب لنشتري من المحلات والسوبر ماركت إلا الانواع التي نحتاجها في الحال ولا تتوفر لدى الباعة الجائلين، ولكن كل ما يحتاجه المنزل بشكل يومي منهم. ويؤكد محمود محمد أن بضائع الباعة الجائلين غالبا تكون طازجة، بالإضافة إلى أن أسعارهم منخفضة على عكس السوبر ماركت ومحلات بيع الخضار، فالأسعار تنخفض عند هؤلاء الباعة إلى الثلث، مقارنة أسعار بيعها في المحلات الأخرى المخصصة لبيعها، مشيرا إلى عدم القيام بأي مجهود للعثور على هؤلاء الباعة، حيث يمكن الحصول عليهم في كل زاوية وفي كل شارع تقريبا على -حد تعبيره-. من ناحيتها التقت “المدينة” مع أحد هؤلاء الباعة حيث قال: لأننا غير ملتزمين بدفع إيجارات وغير مستقرين في محل معين، ولا ندفع أي رسوم إضافية؛ فلكل هذه الأسباب نبيع بأسعار مخفضة بالإضافة إلى أن لدينا زبائننا الدائمين الذين يثقون جيدا في جودة ما نبيعه، على الرغم من أن تجارتنا بسيطة وبالطبع عند وجود جودة عالية بسعر منخفض ؛فسوف يتوجه لها الزبون من غير إعادة تفكير، ولكن ما نعانيه هو مطاردة البلدية لنا بشكل دائم ومصادرة بضائعنا وعرباتنا الخشية، فنحن نشتري الخضر والفواكه بسعر الجملة من حلقة الخضار الكبيرة فنفيد المستهلك بالبيع بأسعار مخفضة عن المحلات ونستفيد من بيع الجملة بالقطاعي وتمثل تجارتنا البسيطة الدخل الرئيس لنا. من جانبه قال تركي فدعق (اقتصادي ومحلل مالي): إن الباعة المتجولين موجودون منذ زمن طويل وان دورهم في الاقتصاد لا يغفل ولكن من الناحية القانونية هم باعة غير قانونيين في البيع، ولكن مما لا شك فيه أنهم يقدمون خدمة جيدة جدا للمستهلكين بأسعارهم المنخفضة ولكن من الناحية القانونية هم مخالفين، وبينهم متخلفون عن الإقامة. ويضيف فدعق: إن تحويل هؤلاء الباعة إلى العمل في إطار القانون والإجراءات المؤدية إلى ذلك تتعلق بقوانين العمل والوزارة فإذا كانت سهلة وميسرة وتضمن لهم وجودهم في أماكن بيعهم بشكل قانوني؛ فإن هذا الأمر بالتأكيد له فوائده المرجوة من هؤلاء الباعة وسيتحولون لقيمة اقتصادية مفيدة جدا للمجتمع، ولكن ذلك قد يتحول لشيء من الصعوبة لان أكثرهم غير سعوديين، وبالتالي فان ممارستهم لهذا العمل لحسابهم الخاص عملا مخالفا للقانون وبالذات قانون العمل، ولكن إذا وجدت صيغة قانونية منظمة لعملهم فان هذا سيكون مفيد جدا للاقتصاد الوطني. أما عن أسباب انخفاض أسعار سلعهم مقارنة بمحلات البيع والسوبر ماركت يذكر فدعق أن هذا يرجع لعدم وجود تكاليف إضافية كالإيجار والكهرباء التي تكون مستهلكة في المحلات؛ فهم يرضون بالقدر القليل من الربح العائد عليهم من بيعهم الخضار والفاكهة بالكيلو فهم يحاولون بيع بضائعهم بسرعة لأنها سلع سريعة التلف بالإضافة إلى أن الكثير منهم من شريحة محدودي الدخل.