اليوم هو الثالث والعشرون من سبتمبر، الموافق يوم الجمعة «يومُنَا الوطني» الأخضَر لا أجمَل منهُ إلاّ لُحمَة هذا الشّعب.. وقيادته الحكيمة على حُبّ هذه الأرض والعَمَل على نهضتها تطويرًا وتنويرًا.. إنجازًا وإعجازًا، فليحفظ الله هذه الأرض الطّيّبة في ظِلّ «أبي متعب»، ويجعل كُلّ أيّامها أعيادًا. بأثَرٍ رجعي يُنشَر هذا المقال، وتحت تأثير درجة حرارة 38 مئويّة لمحدّثكم يُكْتَبْ، إثرَ وعكةٍ صحية حادّة لم يَكُن وقتها مَنَاسبًا بالمَرّة، فأنا لم أغادر الفراش حتّى هذه اللحظَة، وكنت أتَابِع، وسأُتابع أحداث ومُجريات اليوم الوطني عن طريق شاشة التلفاز، أو من خلال الهواتف الذكيّة، ومواقع التواصل الاجتماعي، يقول: «مالك نجر» -أحد صعاليك المرحلَة- بأنّهُ واجَهَ كائنات حيّة عطّلت حركة المرور؛ لتتراقص احتفالاً بهذه المناسبَة الغاليَة علينا! وبعث لي أحَد الأصدقاء مقطعًا «يوتيوبيًّا» فيه بعض الفتيات يرقُصن فوق «كبّوت سيارة»، بعد أن تخلّصنَ من عباءاتهن وحشمتهن -أهلوِس قليلاً بعد المقطع، وأنام فتوقظني ابنتي «وطن» قائلةً: بابا مشرفة النشاط المدرسي تقول سنستخدم اسمكِ في احتفال المدرسة في «اليوم الوطني»، وذلك من خلال لقاء قصير معكِ حول اسمكِ «قولي لوالديكِ أن يدرّباكِ على المقابلة»، طَيّب يا ابنتي: هذه هي الأسئلة: - ما اسمُكِ؟! - مَن الذي اختار لكِ هذا الاسم؟! - ما الذي يعنيه لكِ اسمكِ يا وطن؟! تركتُ لها حُرّيّة الإجابات لأدرّبها على «حُرّيّة التعبير»، ولإيماني التّام بأنّ لا شيء يُفسِد براءة الأطفال أكثر من «خُبْث الكِبار»! *** أُصَحْصِح قليلاً، وأتذكّر أنّني لم أغادر البيت حتّى الآن.. ولم أخرُج إلى الشّارع، فهل وطنيّتي ناقصة يا تُرى؟! أتذكّر تلك الكائنات التي تُحرّك وسطها بعد تعطيلها لحركة المرور، وأتساءل: هل هؤلاء هم فعلاً مَن يُحبّون الوطن أكثر من الجميع؟! ثُمّ بصِدق: هل يعرفون أصلاً كم يوافق اليوم الوطني؟! أمّا حفلات رقص الفتيات في الشارع فلا تعليق لديّ إلاّ بكلمةٍ واحدة -رغم الانفتاح، ورغم التنوير- سأرتدي جلباب أبي، وعمامة جَدّي لأقول: عيب!