يشبّه العرب - يا منال - من يتحدث بالسوء عن أهله وربعه بمن تقنّع ثوبه؛ أي ستر رأسه وكشف عورته للخلق! وأنا أتابع الخطاب الذي قدّمتِه تساءلت: ما الهدف من كل هذا؟ تأليب الناس على وطنك ودينك مثلاً؟ أم أنك كنت تحتاجين لكل ما قدّمتِه لإضفاء البطولة على شخصك؛ حتى لو كان طريق ذلك استدرار شفقة الناس عليك؟ ولو كان فيهم عاقل لتساءل عن تعليمك ومن أنشأ الجامعات والمختبرات وجلب الأساتذة من كل الدنيا لتعليمك وتثقيفك! أو تساءل عن منصبك في أهم شركة سعودية وكيف سمح لك والدك بالعمل في منطقة غير منطقتك وفي الجهة الأخرى من مسقط رأسك! كيف مُنحت فرصة السفر لأميركا لعام كامل؟! بل كيف حضرت في أوسلو نفسها لو كنت مجرد كائن مضطهد يجبرونه على تغطية وجهه ولا يمنحونه بطاقة يعرف نفسه بها؟! هل الفرص التي مُنحت لك هي خاصة بك أم أنها أتيحت لمعظم الفتيات السعوديات على قدم المساواة؟ والقهر والظلم إن وقعا على البعض في السعودية فكما يقع على بعض النساء في أميركا أو أوروبا بسبب تقاليد عائلية معينة. منال، لقد قدمتِ أكاذيب بقدرة رهيبة توقفت عندها مراراً! ما ثمن هذه الكذبات، بالله عليك؟! ذكرتِ أن من قمن بمظاهرة القيادة سنة 1990 تم فصلهن من وظائفهن ومنعهن من السفر.. إلخ، وماذا عن (ع – م) و (ف - أ)، وغيرهما من الكاتبات والشاعرات في أهم الصحف السعودية والأستاذات الجامعيات حتى اليوم؟ ألم يكنّ من ضمن هؤلاء النساء، فكيف قُهرن وعُذبن كما صورتِهن في خطابك؟! لقد تم الفصل لأشهر معدودة ثم عدن بعدها بسبب الرحمة والعطف الأبوي الذي شملتهن به حكومتنا، على الرغم من أن مظاهرتهن كانت في وقت كانت قوات صدام تهدد بلادنا وتزدحم على خط الحدود، وفي وقت كان يتطلب منا أن نكون صفاً واحداً لا أن نلوي ذراع حكومتنا، ولو وقعت مثل هذه المظاهرة في أميركا وهي تخوض حرباً لحُوكم مَن قام بها بتهمة الخيانة العظمى، لهذا لم تجرؤ على قولها، هذه هي الحقيقة يا منال والتي لم تقوليها! توقفت عند حديثك عن أحداث 11 سبتمبر وشعرت بالحزن - أيتها السعودية - وأنا أقارنك بشباب مسلمين هنود أنتجوا فيلماً يوتيوبياً ناقشوا فيه في محاضرة شباباً أميركياً وقارنوا ما فعلته الآلة الأميركية بأفغانستان والعراق، وتحدثوا فيه كيف أن الكراهية هم من اختلقها لا نحن. تمنيت لو أنك قلّدتِ عضو الكونجرس الأميركي دينيس كوستنيتش الذي أخذ قطعة من قنبلة من آلاف القنابل التي أُلقيت على قانا وقتلت آلاف الأطفال اللبنانيين مكتوب عليها (صنع في أميركا) وألقى بها في وسط الكونجرس الأميركي وقال لهم: لهذا يكرهوننا! هل تظنين أنك كسبتِ احترامهم؟ صدقيني لم تكسبيه! هل كسبت شفقتهم بادعاءاتك؟ إذن بئس الطالب والمطلوب!