لم تتحرج واشنطن من تهديد الفلسطينيين بشكل مباشر في حال تصميمهم على التوجه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولتهم الموعودة، كما أكدت بوضوح انها سوف تقف ضد هذا المسعى في مجلس الامن الدولي. وهو ما أكده القنصل الأمريكي العام في القدس خلال لقائه مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حيث قال إن بلاده ستستخدم الفيتو وان الكونغرس سيقطع المساعدات في حال اصر الفلسطينيون على عضوية فلسطين الكاملة في الاممالمتحدة. وقال القنصل دانيال روبنستاين وفق بيان صادر عن عريقات «ان بلاده لا ترى اي فائدة او جدوى من السعي الفلسطيني للحصول على عضوية فلسطين في الاممالمتحدة، وانه من الافضل ان يتم التوصل الى اتفاق سلام عبر مفاوضات مباشرة مع اسرائيل»، وتابع البيان الصادر في رام الله ان روبنستاين شدد انه «في حال اصرت القيادة الفلسطينية على سعيها في مجلس الامن، فان بلاده سوف تستخدم الفيتو، وفي حال سعت فلسطين لرفع مكانتها في الاممالمتحدة عبر الجمعية العامة فان الكونغرس الأمريكي سيتخذ اجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية، وبما يشمل قطع المساعدات الامريكية». أما صحيفة نيويورك تايمز الامريكية فنقلت ن مسؤولين امريكيين كبار ودبلوماسيين اجانب ان واشنطن تبذل جهودا لتجنب صدام قد ينجم من اعتزام الفلسطينيين السعي للحصول على اعتراف بدولتهم في الاممالمتحدة. وقالت الصحيفة إن إدارة اوباما قدمت خطة لإعادة بدء محادثات السلام مع اسرائيل في محاولة لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن محاولة السعي للاعتراف في الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت نيويورك تايمز إن الإدارة ابلغت عباس بأنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) للحيلولة دون الموافقة على طلب يقدم لمجلس الامن لقبول الدولة الفلسطينية كعضو جديد ولكنها اوضحت ان واشنطن تفتقر للدعم المطلوب لمنع تصويت في الجمعية العامة عن رفع وضع الفلسطينيين إلى مراقب ليس له حق التصويت بدلا من «كيان» ليس له حق التصويت وهو ما سيسمح لهم بالانضمام للعديد من الوكالات التابعة للمنظمة ورفع دعاوى قضائية ضد اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية. وقال مسؤولون امريكيون كبار ودبلوماسيون اجانب لم تكشف الصحيفة عن هوياتهم ان الادارة ترغب في تجنب استخدام حق النقض (الفيتو) وايضا اجراء تصويت في الجمعية العامة ستعارض فيه الولاياتالمتحدة وبضع دول قليلة اخرى الطلب الفلسطيني. ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في الادارة الامريكية قوله «اذا طرحت البديل فإنك تكون اذا غيرت فجأة الظروف والقوى المحركة. وهذا ما نحاول بقوة فعله.» أما دول الاتحاد الأوروبي ال 27 فقد اخفق وزراء خارجيتها وبعد يومين من المداولات في بلدة (سوبوت )في بولندا في التوصل الى أرضية مشتركة بشان تعامل دولهم مع الخطة الفلسطينية المعلنة بالتوجه الى الأممالمتحدة وطلب الاعتراف بدولة مستقلة لهم. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل ان الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون لم تتمكن من جر الدول الأوروبية الى موقف مشترك و رغم تأكيدها علنا بانه «يوجد موقف أوروبي صلب وان الصراع لا يمكن حله سوى عبر مفاوضات عربية إسرائيلية». وظهرت انقسامات أوروبية حادة حول مشروع إعلان الدولة الفلسطينية عندما أعلنت عدد من الدول بشكل رسمي انها لن تعترف بالدولة الفلسطينية في إطار الأممالمتحدة في هذه المرحلة مما بات يجعل من الصعب الحصول على توافق أوروبي قبل نهاية الشهر الجاري. وأعلنت جمهورية التشيك وبلغاريا والمجر انها لن تصوت لصالح الدولة الفلسطينية خلال الاجتماع الوزاري الأوروبي فيما شككت ألمانيا وايطاليا وهولندا من جهتها في التحرك الفلسطيني المعلن وقالت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون ان الخلافات الأوروبية ليست جوهرية لانه لا يوجد تحرك رسمي فلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى الآن وان الاتحاد الأوروبي يؤيد قيام دولتين في الشرق الأوسط وعبر المفاوضات المباشرة ولكن موقف المسئولة الأوروبية يواجه إنتقادات متصاعدة من قبل بعض الدول التي تامل دورا أوروبيا اكثر فاعلية في تفعيل العملية السلمية في الشرق الأوسط. وقال وزير خارجية السويد كارل بيلدت للصحفيين ان على الاتحاد الأوروبي بلورة موقف موحد تجاه مسالة حيوية. وأكد وزير خارجية استونيا اورماس بات انه من الضروري تجنب مزيد من الانقسامات. ودعا وزير خارجية لكسمبورغ جان السنبورن الذي تؤيد بلاده بقوة اعتراف الاتحاد الاوروبي السريع بالدولة الفلسطينية انه يجب التوصل الى اتفاق ضمني أوروبي بتجنب اية تصريحات مثيرة قبل إنعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة خلال ثلاث أسابيع من الان وقال اسلبورن «ان الاتحاد الأوروبي لا يمكنه ان لا يمنح اي شي للفلسطينيين وعليه الأخذ بالحسبان كرامة الشعب الفلسطيني قبل كل شئ»اما بولندا التي تتولى الرئاسة الدورية الأوروبية فانها تعمل حسب الدبلوماسيين على جمع الأصوات الأوروبي وأكد وزير خارجيتها ان وارسو ستدعم اي موقف واقعي يمكن ان يحظى بتوافق داخل الأممالمتحدة ويقول الدبلوماسيون ان ألمانيا تمسكت بالصمت التام خلال الاجتماعات الوزارية الأوروبية وان وزير خارجيتها غويدو فيسترفيلة الذي يواجه متاعب متنامية داخل بلاده بسبب إدارته للازمة الليبية أمتنع عن توضيح موقفه من الدولة الفلسطينية وانه ربما سيجبر على الاستقالة. ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون في بروكسل ان إحدى المعضلات التي تواجه المواقف الأوروبية حاليا هو عدم وضوح الرؤية الفلسطينية في التحرك نحو الأممالمتحدة واذا ما سيتجهون لمجلس الأمن للمطالبة بالعضوية التامة الأمر الذي سيثير معارضة أمريكية وظهور تصدع بين واشنطنوبروكسل ام أنهم سيكتفون بوضعية تشبه مكانة دولة الفاتيكان..كما ان بعض الدول الأوروبية تريد الوقف على حيثيات اية تنازلات أمنية للجانب الفلسطيني.