أعادت حملة التبرعات لإنقاذ الصومال الشقيق من المجاعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين على مستوى المملكة ودشنها – حفظه الله – أمس بالتبرع بمبلغ 20 مليون ريال، أعادت تلك الحملة إلى الذاكرة الإسلامية قول عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-: انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال «جاع طير في بلاد المسلمين»، فهذه اللفتة الإنسانية الكريمة التي جاءت من لدن المليك المفدى في شهر رمضان المبارك عبرت خير تعبير عن شيم المملكة الإنسانية النابعة من القيم والمبادىء والأخلاق الإسلامية التي تشكل المنطلق الأساس في تعاملات المملكة مع مجتمعها الدولي، وخاصة مع الأشقاء، وكلما تعرض أحد أولئك الأشقاء إلى محنة أو كارثة على نحو ما حدث في الصومال التي وقع شعبها فريسة للجوع والمرض والتشرد في آن، والتي يمكن الوقوف على حجم مأساتها وضراوة فجيعتها من خلال تحذيرات الأممالمتحدة من أن الوضع يمكن أن يتفاقم في غضون الأشهر المقبلة في ظل زيادة أعداد اللجوء والنزوح إلى مخيمات بعيدة أصبحت تغص بأعداد غفيرة من اللاجئين التي تفوق أعدادهم بعدة أضعاف القدرة الاستيعابية لتلك المخيمات مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض خاصةً وبائي “الكوليرا والحصبة” اللذين حصدا مئات الأرواح غالبيتهم من الأطفال. هذه الحملة الخيرة التي استهلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني بتبرعهم السخي، ليتبعهم المواطنون والمقيمون بتقديم ما تجود بهم أنفسهم لإنقاذ أطفال الصومال من الموت تعتبر ترجمة صادقة لمقولة أن الأمة الإسلامية أمة واحدة لا فرق فيها بين أبيض ولا أسود، حيث تبقى الرابطة الأمتن التي تربط بين المسلمين هي رابطة الأخوة في الإيمان والتعاضد في الملمات والنوازل لقول الله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» وقوله: « وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب» . والمملكة تضع في صميم رسالتها إلى الأمة مبدأ أن المسلمين جميعًا جسدٌ واحدٌ، فإذا ما تعرض عضو من أعضاء هذا الجسد لأي نوع من أنواع الأذى فعلى المسلمين في كل مكان أن يقدموا الدعم ويزيلوا الألم، وهو ما جسدته تلك الحملة باعتبار الصومال جزء من الجسد المسلم.