بدعوة من نادي أبها الأدبي حل نادي الإحساء الأدبي ضيفًا على مثقفي منطقة عسير مؤخرًا ضمن الليالي الثقافية لنادي أبها الأدبي، وتكون الوفد من: الدكتور نبيل المحيش نائب رئيس النادي والشاعر محمد الجلواح المسؤول الإداري والشاعر جاسم الصحيّح عضو مجلس الإدارة وعضو النادي الإعلامي والقاص جعفر عمران وعضو النادي الشاعر محمد الحرز. حيث شهدت الليلة الأولى التي أدار الحوار فيها الشاعر جاسم الصحيح استعراضًا لمميزات الأحساء، حيث تحدث الدكتور نبيل المحيش عن الحياة الشعرية والأدبية في الأحساء، مبينًا أن أغلب شعراء الوطن من شرق المملكة (الأحساء)، ضاربًا لذلك مثلًا بالشاعرين خالد الفرج، والدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- الذي تنازع عليه كثير من الدول والمواقع الكثيرة من الشرقية ودول الخليج ومنها البحرين، مشيرًا إلى أن ما يميز الأحساء قدم التعليم فيها قبل التعليم النظامي ثم من بعده التعليم النظامي، وإنشاء أول فرع لجمعية الثقافة والفنون قبل افتتاح الأصل في الرياض، والتي أسهمت في نشر الفن والثقافة في الأحساء قبل افتتاح النادي الذي تأخر افتتاحه إلى ما قبل أربع سنوات. كذلك أشار المحيش إلى جهود الأديب الراحل أحمد المبارك في نشر الثقافة في الأحساء ورحلاته في طلب العلم في العراق ومصر، ودوره في الرصد الثقافي، وأسلوبه القصصي في الكتابة وتبادل الرسائل مع عبدالرحمن عزام واحمد باكثير وكذلك دوره في الرصد الشعري. أما الشاعر محمد الجلوح فتناول في حديثه المعالم الأثرية في الأحساء من مساجد عتيقة مثل مسجد جوانة الذي أقيمت به ثاني جمعة بعد المسجد النبوي الشريف، كما تناول العيون التي تكثر في الأحساء والتي يبلغ عددها 150 عينًا ومن أشهرها عين نجم التي كانت مكان للاستشفاء، كما تناول أيضًا قصر إبراهيم وجبل قارة الذي يتميز طبيعته الجغرافيه وبرودة جوه، ثم تم عرض فيلم مصور عن مميزات هذا الجبل، لافتًا إلى انه لا توجد به حشرات أو زواحف. القاص جعفر عمران تناول الحركة البصرية في الأحساء ماثلة في الفن التشكيلي والفوتوغرافي، مشيرًا إلى أن انتشار هذه الفنون في الإحساء يعود للطبيعة الجميلة والأثرية في المنطقة، مما مكن مصوريها من حصد جوائز عالمية ومحلية، نظرًا لروعة الصور التى شاركوا بها، وقد بلغ عدد تلك الجوائز 67 جائزة. ثم تحدث عضو نادي الأحساء محمد الحرز عن الأحساء نموذجًا لعلاقة الشاعر بالمدينة، مستعرضًا التحولات في ذلك، مستشهدًا بتحول مدينة بغداد وباريس بتحول مفصلي، وتحدث عن النزعة الحديثة في المدينة، وسيطرة الشعر على الرواية في الأحساء، مؤكدًا أن التطور في الشعر جاء على حساب بقية الفنوان وخاصة الرواية. وفي الليلة الثانية أقيمت أمسية شعرية أدبية أدارها الدكتور نبيل المحيش وشارك فيها الشعراء محمد الجلوح وجاسم الصحيح ومحمد الحرز والقاص جعفر عمران، استهلها المحيش ببعض أبيات بعنوان «حبيبتي أنت»، مفسحًا المجال للشاعر الجلوح الذي قدم قصيدة «تحية من الأحساء إلى أبها»، وقصيدة أخرى من إخوانياته بعنوان «الطيبات» رد فيها على القاص إبراهيم مضواح الذي قدم له مجموعة قصصية بعنوان «تابوت والزورق»، ثم أردف بقصيدة «زاهية»، ثم «صريع الغواني». أعقبه الشاعر الصحيح مستهلًا بقصيدة عن أبها وعدة قصائد أخرى، فيما ألقى الشاعر الحرز قصائد على نمط شعر التفعيلة ومنها قصيدة اللعبة والموت والحقيقة.. تلاه القاص جعفر عمران مقدمًا مجموعة من قصصه منها فطيرة الملاهي وقد تميز بسرده الرائع. وفي نهاية الأمسية قدم نائب رئيس النادي الأدبي بالأحساء الدكتور المحيش الشكر لنادي أبها الأدبي على هذه الاستضافة، وقدم الدعوة لأعضاء مجلس الادارة ومثقفي عسير لزيارة الأحساء، كما أهدى درع النادي لرئيس أدبي أبها، فيما قدم الدكتور محمد عبدالله آل زلفة درع أدبي أبها للضيوف نيابة عن منسوبي النادي.