أوضح المستشار في التنمية البشرية د. عبدالله الشمراني أن على الإنسان الاستمتاع بحياته بدلاً من البحث عن المفقود. فالإنسان يعيش حياة واحدة، ولكن للأسف أننا نعيش هذه الحياة نبحث عن المفقود، ولا نستلذ بالموجود، وإلاّ لو كنا راشدين لاستمتعنا بما هو موجود، ولا بأس أن نستكمل المفقود. هذه دعوة لي، ولك أن نسعد، ونستمتع بحياتنا وبمكوناتها التي وهبنا الله إيّاها، فقد وهبنا الكثير -له الحمد- «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها»، فاسعد بلحظتك التي أنت فيها، واستمتع بكل مكونات الحياة. استمتع بلحظات الشروق، ولحظات الغروب، وأعلم أن شروق الشمس يعني البداية ليوم جديد، فلا تفسد يومك بنظرتك التشاؤمية، وكن متفائلاً تُحسن الظن بربك، وابتسم فقد تبسم لك الكون، فلا تكن أنت الذي تصنع تعاستك بنفسك، وإذا رأيت لحظات الغروب، فاستمتع بها، فإنما هي تقول لك آن لك أن تخلد إلى الراحة، وتستريح، ولا تحمل أعباء يومك لتفسد بها جمال ليلك، واستمتع بنومك ويقظتك، فحينما ترتمي على فراشك استمتع بتلك اللحظات، وأعلم أن غيرك قد حُرم منها. وحينما تستيقظ استمتع بتلك اللحظة التي وهبك الله فيها حياة جديدة، واستمتع بعملك، واجعله وسيلة للقرب من الله ونفع البشرية مهما كان هذا العمل الذي تقوم به، واستمتع بنظرتك لأبنائك واستمتع بجمال عينيك التي حرمها غيرك استمتع بعبادتك، وكن لله شاكرًا، وذاكرًا في حركاتك وسكناتك، وحينما تسجد فاستمتع بهذه اللحظات، وحينما تقف بين يدي الله فاستمتع بهذه الوقفة التي شرفك الله بها». وأضاف الشمراني استمتع بذكرك لله، ويكفيك فخرًا أنك في معية الله، وأنت تذكره «أنا مع عبدي حين يذكرني»، فأي شرف يداني هذا الشرف. كن دائم التبسّم، وكن كثير الحمد لله، فقد وجدتهما من أعظم مفاتيح السعادة التي حرمها الكثير من الناس ظنًّا وجهلاً أنهم سيجدونها في جمع الثروات، ونيل المناصب والمكانات، فكانوا أتعس الناس، ولو كانت السعادة في حُطام الدنيا لحُرم منها أغلب الخلق، ولكن السعادة منبعها من داخلك ولا علاقة لها بالمكونات الخارجية فإنما تلك من الأسباب، ولكنها ليست من الأركان، فالبذرة مهما كانت صالحة لا تنبت في الأرض البور، فكن أرضًا خصبة تنبت فيها السعادة، وأعلم أن مكونات الحياة منها 98% تدعو للسعادة، و2% تدعو للحزن والبؤس، ولكن للأسف أننا نظرنا ل 98% بمنظار ال 2% ونظرنا للثانية بمنظار الأولى، فضاقت علينا الحياة. الحياة حلوة فاستمتع بكل لحظاتها سواء كانت حلوة أو مرة، وأنت حينما تستمتع، وتسعد بكل تلك اللحظات، فإنما تبرمج نفسك على السعادة، وستجد بعد ذلك أن كل مكونات الحياة حلوها، ومرها يدعو للسعادة».