لم يكن اليوم الأخير من أيام الاختبارات النهائية يومًا عاديًا في حياة معظم طلاب التعليم العام، وخصوصًا الذين أنهوا اختبار الثانوية العامة، فقد أبوا إلا أن يكون يومًا مميزًا ذا نكهة خاصة يفوح شذاها مع ذكريات السنين، وتحملها رياح الصبا لتهب نسائمها عليهم ما امتدت بهم الحياة. «المدينة» كانت هناك أمس حيث رصدت بعدستها فرحة الطلاب بانتهاء العام الدراسي، كل على طريقته الخاصة، مشكلين مهرجانًا طلابيًا غير رسمي يحيونه على ضفاف الكورنيش. وعلى الرغم من التواجد الأمني الكثيف على امتداد الكورنيش، إلا أن هناك طلابًا لم يترددوا في ارتكاب العديد من المخالفات المرورية التي رصدتها عدسة «المدينة». ووصف الطالب عبدالله يعقوب الشريف فرحته ب «الغامرة» كونه انتهى من أداء اختبار الثانوية العامة بيسر وسهولة، مشيرًا إلى أنه ظل ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. فيما عجز لسان زميله سعيد الغامدي عن وصف هذه اللحظات كونه سيفارق أحبابه وسينطلق في رحلة جديدة من العمر. ولم يفوت الطلاب على أنفسهم فرصة التأكيد على التواصل مع معلميهم وزملائهم عبر المواقع الاجتماعية الشهيرة (تويتر، الفيس بوك، والماسنجر) كنوع من شد حبال الود والأخوة التي بينهم. وقال الطالب محسن العطاس: « لا يمكن أن أنسى آبائي المعلمين الذين أفنوا وقتهم لتربيتنا وتعليمنا، ومن الصعوبة بمكان أن أنسى أيضًا إخواني الطلاب الذين عشت معهم أيامًا حلوة وقضيت معهم ذكريات لن تمحى من الذاكرة أبد الدهر» فيما خالفه الرأي خالد الغامدي بقوله «التواصل سينقطع شئنا أم أبينا مع الأيام، ولذلك جئت أنا وزملائي هنا علنا لا نجتمع بعده»، غير أنه أشار إلى أن الحنين سيراوده يومًا ما لزيارة معلميه. وفي خضم تلك الاحتفالات الصاخبة تجمع عدد من الطلاب لاستعراض مهاراتهم وممارسة الرقص الشعبي على وقع تصفيق زملائهم، فيما تقمص أحدهم الزي البنجابي الشهير ليؤدي رقصات وحركات بهلوانية كنوع من الاستعراض وتعبيرًا عن الفرحة التي تخالج مشاعرهم. وقال الطالب نايف البقمي: «بنهاية الاختبارات سأعيش حياة مختلفة جدًا، وسأستيقظ متى شئت ولن يجبرني أحد على الالتزام بنمط معين، سأعيش (فلة) بدءًا من اليوم». من جهته نصح إمام وخطيب جامع الراجحي الشيخ عبدالله صنعان الطلاب بالاستفادة من وقت الفراغ، وقال: «هناك برامج عديدة تقدم للطلاب سواء في المراكز القرآنية أو الأندية الصيفية الرسمية، وعلى الطلاب تنمية مواهبهم خلال الإجازة واكتساب مهارات جديدة».