كانت أسوأ الأيام عندي هي أيام الامتحانات، تلك الأيام التي لم تقدم لي سوى الخوف والرهبة والعناء الشديد يوم بدأت في الصف الأول الابتدائي وظلت تلاحقني وفي يوم التخرج ذلك اليوم الذي خلصني من عذابات التعليم كانت الفرحة الغامرة وكل ذلك بسب تلك الأنظمة التي أهملت مشاعر الدارسين واهتمت بالشهادة دون أن تراعي الجانب الإنساني والنفسي للتلميذ والتي بسببها هجر الكثير من الزملاء فصول الدراسة تلك الأيام كانت القسوة في العصا والفلكة والمنهج والمقعد والفصل والمعلم والامتحان لدرجة أن الابتدائية كانت شهادة وكان امتحانها تعبا حملني طفلا من (جزر فرسان) إلى مدينة جازان ليؤدي امتحان الشهادة الابتدائية لننتهي إلى مأساة المرحلة المتوسطة ومن ثم إلى مفرمة الثانوية وقسمها العلمي الذي كان يحوي الصعوبة كلها وكانت الرياضيات والجبر وحساب المثلثات والهندسة الفراغية والتحليلية والفيزياء والكيمياء هي بعض من المنهج المملوء بكل ما لا يطاق، تلك المرحلة التي عشتها بطريقة لا تختلف عن الحياة في أقسى ظروفها. وبفضل الله نجحت وزارة التربية اليوم في التخلص من حكايات الماضي والنجاح فرح والفرح حقيقة جميلة ومن يكره الفرح والنجاح هو كائن مختلف اسأل الله للطالبات والطلاب النجاح الذي حتما سينقلهم من مكانهم إلى مكان آخر وخاصة طالبات وطلاب الثانوية الذين هم يعيشون اليوم مشاعر مختلفة وخوفهم من الآتي والقبول في الجامعات خوف حقيقي لاسيما وكل الذين أدوا اختبارات القياس عاشوا الحزن مع أسئلته التي جاءتهم دون أن تفرق بين طالبة في القسم العلمي وطالب في القسم الأدبي لدرجة أنهم يصفونها بالعمى وبسببها كانت النهاية أدمعا وحكايات مأساوية، ما أتمناه هو أن يفرق الممتحنون بين أسئلة القسمين لكي يكون القياس عادلا ومفيدا لكن أن يأتي هكذا مهلكا وقاتلا للطموح فتلك هي قضية أخرى حلها في يد أصحاب القرار. (خاتمة الهمزة)... بالرغم من كل محاولات وزارة التربية والتعليم الجادة للقضاء على الرهبة والخوف من صدور التلاميذ بجنسيهم يظل الامتحان هو الامتحان ويظل الأمل في أن تنتهي السنة الدراسية بالفرح والنجاح لكل طالب وطالبة وهي خاتمتي وأمنياتي ودمتم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain