تخرمت المنون الأستاذ عبدالله بن خميس يوم الأربعاء 15/6/1432ه - 18/5/2011م بعد عمر حافل بالعطاء الثقافي، تاركاً وراءه مؤلفات ستبقى حية بين الأجيال. درس في دار التوحيد في الطائف على كبر، والتحق بكلية الشريعة في مكةالمكرمة، وتكوّنت ثقافته من خلال قراءته الواسعة، وبرز في الدراسات التاريخية والجغرافية، ومن أبرز مؤلفاته معجم اليمامة في مجلدين، والمجاز بين اليمامة والحجاز، وتاريخ اليمامة والدرعية، ومعجم جبال الجزيرة وغيرها، وكان من أوائل من نشر في مجلة العرب في أعدادها الأولى. وهو من الأدباء البارزين شعراً ونثراً ونقداً، وعني بالشعر الشعبي وألف عنه كتاباً، وجمع بعض ما كتبه من مقالات في كتابه: “من جهاد قلم” منه ما هو نقد للكتب، ومنه ما هو في قضايا العرب وتاريخهم وهمومهم. جوانب عبدالله بن خميس متشعبة متنوعة، وإن كان أبرز مؤلفاته ما كتبه في الجغرافيا والتاريخ، لكن له جانباً مهماً وهو الإعلام، فقد دخل الإعلام من جانبيه المكتوب والمنطوق، أما الإعلام المكتوب فقد دخله من خلال تأسيس مجلة الجزيرة التي صدر عددها الأول في ذي القعدة 1379ه - أبريل 1960م، وافتتح عددها الأول بكلمة عنوانها: “ربنا عليك توكلنا”، ومما جاء فيها أن المجلة الوليدة “ستعمل بدافع من إخلاص، وبمعالجة حكيمة، مستمدة من نهج المصلحين، ومتذرعة بجلد المؤمنين... لذا فمجلة الجزيرة منبر تستطيع من على قمته أن تنادي بفكرك، أياً كان اتجاهك، واختصاصك”، وقد جمع مقالاته تلك فيما بعد في كتاب سمّاه “فواتح الجزيرة”، ومجلة الجزيرة تطوّرت حتى تحوّلت إلى مؤسسة الجزيرة الصحفية التي تصدر عنها صحيفة الجزيرة الآن. أما الإعلام المنطوق فقد دخله من خلال برنامج (من القائل) الذي كان يعده ويقدمه في اذاعة الرياض، وقد عرّفه هذا البرنامج بالجمهور العام، وعرّف الجمهور به، وكان للبرنامج متابعة كثيفة من خلال الرسائل البريدية التي كانت تصل إليه، فلم يكن هناك وسيلة اتصال بين الإذاعة والجمهور في ذلك الوقت سوى الرسائل البريدية. وحسب معلومات كاتب هذه السطور أن أول من بدأ هذا النوع من البرامج حسن الكرمي في إذاعة لندن من خلال برنامج “لكل مقام مقال” الذي غيّر اسمه إلى “قول على قول”، وبهذا الاسم اشتهر، وكان يتميز بجودة مضمونه، وجمال إلقاء معده، وقد طبع في كتب، ولكن لم يلق رواج البرنامج المذاع. إن مما ميَّز برنامج (من القائل) في إذاعة الرياض جودة إعداد عبدالله بن خميس وتدقيقه في إعداد إجابة السائل، يُضاف لذلك جمال إلقائه الصوتي فقد وهبه الله طبقة صوت جميلة، وقد كان يستقبل الإجابة عن الأسئلة حول الشعر الشعبي، وهو شعر له رواج لدى الجمهور، فكانت إجاباته وافية ذات جاذبية بمضمونها وإلقائها واختيار حكاياتها، وإن كان يعتذر أحياناً عن الاجابة على السؤال في الإذاعة لأسباب تتعلق بالنهج الإذاعي أو العرف الاجتماعي، وكانت الإذاعة ترسل إليه فني إذاعة خارجية في منزله، مصحوباً بأعداد كبيرة من رسائل المستمعين، فيسجل البرنامج الذي لقي متابعة من المستمعين قد يعود أكثرها لإجابته على أسئلة الشعر الشعبي الذي كان من خلاله يعرِّف بالتاريخ والوقائع والأماكن. عبدالله بن خميس رائد في أكثر من مجال، لكن صوته الإذاعي لا يكاد يغيب عمن كان يتابع برنامج (من القائل) الذي صار برنامجاً تاريخياً لمن يريد ان يكتب عن برامج إذاعة الرياض. فاكس: 012311053 [email protected]