بدأت وزارة الصحة ممثلة بالشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة تحقيقاتها في قضية وفاة الطيار خالد مطر الذي يعمل بالخطوط الجوية العربية السعودية وذلك إثر خطاب خطي تسلمته الوزارة من الخطوط. وقام مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم بأول زيارة لمنزل الفقيد رافقته فيها «المدينة»، حيث التقى والده سليمان مطر وأخويه مساعد كابتن طيار علي وأحمد. وتحدث الأب مبينًا أنه لا صحة مطلقاً لوقوع مشادة أو نقاش حاد بين ابنه الطيار خالد مطر ومساعد المدير العام التنفيذي للعمليات عبدالرحمن المحبوب بخصوص نظام الحوافز الجديد الذي أقرته الخطوط السعودية مؤخراً. وأضاف موضحًا: «قمت بزيارة لمساعد المدير العام في مكتبه و بيّن لي أن ابني حضر للمكتب وطلب لقاءً عاجلاً لضيق الوقت حتى يتسنى له اللحاق برحلته وبالفعل تم اللقاء بينهما حيث قدّم الكابتن مبادرة ومقترحات شخصية، وعبّر له المحبوب عن شكره وتقديره لمبادرته التي تعكس درجة عالية من الانتماء للمؤسسة، ووعده برفع مقترحاته إلى مدير عام الخطوط السعودية». اتهامات في لحظة غضب وبشأن ما تحدث به من توجيه التهم للمحبوب عقب الحادثة مباشرة، قال: لم يكن ذلك سوى ردة فعل لما سمعته في حينه، وصدمة الموقف لم تسعفني للتثبت مما سمعت، ولكن بعد هدوء الأعصاب تداركت ما تحدثت به، مقدماً اعتذاري له ولأبنائه لما سببته لهم من آلام، والعاقل هو من يعود إلى صوابه». وقدّم مطر شكره وتقديره لمدير عام الخطوط السعودية على جهوده التي بذلها خلال الظروف الصعبة التي عاشتها الأسرة، وقال: «لقد كان يتابع ما حدث ووجدنا منه تجاوباً ملموساً واهتماماً شخصياً كبيراً، ولو لم يكن خارج المملكة خلال فترة العزاء لكان في مقدمة الحاضرين والمعزين، وإنني أعتبره موجوداً في العزاء لما قام به من جهد خفّف من حزننا على فقيدنا.. ولا بد أن أعبر عن الامتنان لدور الخطوط السعودية في سرعة إنهاء إجراءات صرف حقوق ابني». ورسالة لأبناء المحبوب وأشار إلى أن الخطوط السعودية قامت بواجبها تجاه ابنه وليس لها أي ذنب في ما حدث ولا يمكن تصديق أن نقاشاً بين رئيسٍ ومرؤوس يؤدي إلى الوفاة، لأن كل شيءٍ بأمر الله. وأرسل مطر رسالة إلى أبناء المحبوب قال فيها: «والدكم بريء من كل ما نُسب إليه من بعض ضعاف النفوس، وهو بعيد كل البعد عن هذا الاتهام، ولو ظلمته في حياتي الآن لن يُسأل أحد غيري عن هذا الظلم عندما أنزل في قبري». وزاد: أنا لا أتهم الخطوط السعودية، ولكن اتهامي المباشر للمستشفى الذي رفض استقبال حالة ابني رغم أن هناك أمرًا ساميًا كريمًا لجميع المستشفيات بعدم رفض أي حالة طارئة مهما كانت الأسباب، وآمل أن تقوم الجهات ذات العلاقة بتطبيق أقصى العقوبات ضده، كما أرجو من المسؤولين في الدولة أن تكون هناك مراقبة شديدة على المستشفيات الخاصة التي لا يهمها غير الربح المادي في المقام الأول، رغم أن الدولة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين أيده الله، تُقدم لها الدعم المادي الكبير، ولكن بعض هذه المستشفيات لا يقدرون ما تبذله الدولة من أجل خدمة وراحة المواطن. تحقيقات الصحة وعن التحقيق في قضية وفاة ابنه من قبل وزارة الصحة قال مطر: أنا في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، بالإضافة إلى اللجنة التي تم تشكيلها من قبل الخطوط السعودية لمتابعة هذا التحقيق، راجياً أن تظهر الحقيقة في ما يخص الإهمال الذي حدث في حالة ابني حتى لا يتكرر مع شخص آخر. وكان الكابتن خالد مطر يقود طائرة من نوع «إيرباص ثري تونتي» من جدة إلى الدمام بتاريخ 7 / 3 / 2011م، حيث داهمته أزمة قلبية أثناء تحليقة في الجو، إلا أنه واصل خط سيره حتى وصل إلى الدمام حيث توفي هناك.