ابني يخاف من الاختلاط بأقرانه أم لطفل عمره ست سنوات يعاني من الخجل الزائد الذي يجعله متخوفاً من مشاركة الأطفال الذين هم في مثل سنه أو يكبرونه بسنة في اللعب، وبعد محاولات مني ومن والده بدأ يختلط بهم لكن بصعوبة، إضافة إلى عدم قدرته على الدفاع عن نفسه، فقد يضربه الأطفال ولا يضربهم أبداً. كيف تصنع منه طفلاً اجتماعياً قادراً على حماية نفسه خاصة أنه سيبدأ حياته التعليمية خلال فترة قريبة؟ الخجل هو العامل الرئيس في خوف طفلك من أقرانه وعدم مشاركتهم ألعابهم، وهذا الأمر يعود في الغالب إلى أمرين: الأمر الأول هو العامل الوراثي عند الطفل، فإذا كانت شخصية طفلك انطوائية، ويميل إلى العزلة. كل ما عليك هو أن تسعي جاهدة إلى تخفيف الخجل وإكساب طفلك الثقة بالنفس وذلك من خلال حثه على حماية نفسه من الضرب والاستهزاء من قبل أقرانه، ويأتي ذلك بحث الطفل على اللعب مع الأطفال وإن تعرض للضرب لا تمنعيه من اللعب معهم مرة أخرى بل أوضحي له أنه مسؤول عن حماية نفسه وعليه القيام بذلك بنفسه، ولتبدئي بحثه على الانخراط بأبناء عمه أو خاله وكلفيه رويداً رويدا باستقبالهم وتقديم الضيافة لهم وكل ذلك لكسر حاجز الرهبة والخوف، كل هذا مقرون بالطبع بالمراقبة والتدخل إن لزم الأمر، إضافة إلى استكشاف نقاط التميز في شخصيته والتركيز عليها لتنميتها، واعلمي أنه ليس مطلوباً من كل الأطفال أن يكونوا اجتماعيين. الأمر الآخر هو العامل البيئي ومنشؤه من طريقة التعامل معه وتربيته وهو العامل الأقوى في حالة طفلك، فهو طفل وحيد لخمس سنوات أو تزيد، ولم يدخل روضة أو تمهيدي، إضافة إلى أنه قد يكون لك دور في ذلك من خلال الحرص الزائد أو عدم تحميل الطفل مسؤوليات تتناسب وسنه، ومن هنا يتوجب عليك مراجعة نفسك فإن كنت كذلك لا بد من تخفيف حمايتك لطفلك والذي يسبب له اهتزاز ثقته بنفسه ويكبله أمام مواقف الحياة ويجعل مواجهة أمور حياته بدون والديه صعبة عليه. لإرسال استفساراتكم ومشاكلكم النفسية والاجتماعية لخبير التنمية البشرية الدكتور محمد حسن عاشور الرجاء ارسالها على tawasol@ alasrweb.com