يا جردان يا مقملين يا مرتزقة يا مهلوسين..هذه كانت الكلمات الأولى التي تلفظ بها القذافي لازدراء شعبه ولن تكون الأخيرة إذا استمر في الحكم فربما نسمع منه أبشع وأقذر من هذه الكلمات التي وصف بها مواطني ليبيا. فتاريخ معمر القذافي حافل بالازدراء والتحقير في كتاباته وخطاباته ضد الشعوب الأخرى، فقد شتم الدول العربية ولم يسلم منه الشيوخ، والعلماء، والشعوب. فشخصية القذافي ليست غريبة أو عجيبة كما يعتقد البعض، وكلماته لا تحمل في طيها جمال الكلم لكي يعجب وينبهر بها الناس فهي كلمات مقززة، فهذه الكلمات التي تلفظ بها العقيد قد يسمعها أي شخص من قبل أبناء الشوارع الذين يتشدقون بكلمات سخيفة ومنحطة لا مكانة لها عند العقلاء، ولكن العجيب والغريب بأن تصدر هذه الكلمات من رئيس دولة ومن الأجدر بأن يترفع القذافي عن هذه الكلمات السخيفة لأنه ملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين!! كما يزعم ويعتقد العقيد الليبي. فالنظر إلى النفس بالتعجب والانبهار والتعالي على الآخرين هي من صفات القذافي فلم يترك صفة حسنة وإلا أطلقها على نفسه وقد نصب نفسه في مناصب كبيرة وعظيمة، فهو قائد أممي، وعميد حكام العرب، وملك ملوك إفريقيا، وإمام المسلمين، فهو كما قال لديه مكانة عالمية لا يحملها غيره أبدا، وهذا ما يثير الضحك والسخرية في آنٍ معًا. وأما الصفات السيئة رماها بسهمه لحكام العرب والشعوب العربية، ولا غرابة في ذلك فقد جعل شعبه من الشعوب المنحطة والمرتزقة!! والشعوب الأخرى بالشعوب المغفلة التي لا تفهم شيئا على الإطلاق!!.فمقالات العقيد لم تسلم أيضا من كلمات الاحتقار فمثلا يوجد له مقال بعنوان (تحيا دولة الحقراء) فلم يترك العقيد أي كلمة بشعة إلا ولفظ بها للحقراء، فمساكين هؤلاء الحقراء الذين مسح بهم العقيد البلاط ولم يترك منهم أحدا إلا وجعله حقيرا والآخر عظيما، وللعقيد مقال آخر بعنوان «القرية القرية.. الأرض الأرض.. وانتحار رائد الفضاء» ولم تسلم الدول من السفاهة حيث قال في اسطر المقال: « وتنافست الدول الكبرى السفيهة على امتلاكها، وسميتها بأسمائها..» إلى أن وصف رائد الفضاء في نفس المقال «بالمتسول المسكين». هذا الحاكم حاقد على كل الناس وعلى الدول ولذلك السبب وصفهم في كتاباته بالخونة والمتسولين والمرتزقة، وكل خطاباته تحمل في طيها هجومًا على الدول وكان البعض مُعجبين به وبأقواله وأفعاله، ويقال عليه بأنه الرئيس العربي الشجاع، وعندما وصف شعبه بصفات لا تليق بالشعب الليبي الأبي أدرك الناس حينها بأن العقيد إما مجنون أو مريض بمرض العظمة، ولا يرى إلا نفسه في الكون وهو الأفضل دومًا وأبدًا وأما البقية من البشر عبارة عن فئران ومقملين ومرتزقة وخونة ومتسولين، وسوف يطاردهم في كل مكان ومن زنقة إلى زنقة أخرى إلى أن يحصدهم عن بكرة أبيهم. فهذا هو الجنون بعينه. عمار باطويل-جدة