تعهد رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي مساء أمس الأول، التخلي عن كل نشاط سياسي بعد الفترة الانتقالية التي تنتهي مع اجراء اول انتخابات ديموقراطية في تونس منذ استقلالها في 1956. واعلن ان تونس ستدفع تعويضات لعائلات ضحايا انتهاكات حقوق الانسان خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. يأتي ذلك، فيما استعاد مزارعون تونسيون مزرعة تقع شمال غرب العاصمة تونس كان استولى عليها ابن احد اخوة الرئيس التونسي المخلوع، حسبما اعلن التلفزيون التونسي مساء أمس الأول. وقال الغنوشي في مقابلة مسجلة بثها التلفزيون: ما اتعهد به هو أني سأغادر كل نشاط سياسي، مسؤوليتي وقتية حتى يتم تواصل الدولة ولننقذ البلاد من الفوضى ولترجع للبلاد مكانتها، مشيرا الى ان هناك الكثير من الشباب ومن الكفاءات القادرة على اخذ المشعل. كما اعلن انه سيتم العمل مع الجميع لالغاء القوانين غير الديموقراطية التي كانت موضع انتقادات واسعة في الداخل والخارج. واوضح في هذا السياق ان عملية الاصلاح التي بدأت ستضم كل الاطراف في الحكومة او خارج الحكومة، احزاب معترف بها او غير معترف بها ومؤسسات المجتمع المدني، هذه المكونات ستكون عليها مسؤولية كبيرة لانها ستقترح الاصلاحات السياسية حتى يقع الغاء كافة القوانين غير الديموقراطية كقانون الصحافة والمجلة الانتخابية والقانون ضد الارهاب الذي استعملت بعض فصوله في غير محلها. وأكد الغنوشي ان الغاية من هذه الاجراءات ان نخلق الارضية الكفيلة بجعل الانتخابات القادمة التي لم يحدد تاريخها، اول انتخابات مبنية على الشفافية والنزاهة منذ الاستقلال. واشار الى انه بامكان التونسيين ان يضربوا موعدا مع التاريخ، ودعا جميع الاطراف الى مصالحة مع تاريخ تونس. وحول الوضع الامني، اكد رئيس الوزراء التونسي انه تم توقيف الاشخاص الذين قاموا بعمليات فساد خطيرة وهم بين ايدي العدالة. كما اعلن انه سيتم في الايام القادمة ارسال مبعوثين الى الدول الشقيقة والصديقة لاطلاعها على تطورات الوضع في تونس. إلى ذلك، استعاد مزارعون تونسيون مزرعة تقع شمال غرب العاصمة تونس كان استولى عليها ابن احد اخوة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقال التلفزيون التونسي ان حوالى عشرة مزارعين يعتصمون في المزرعة الواقعة في مدينة باجة الزراعية التي تبعد حوالى 105 كيلومترات شمال غرب العاصمة وكان استولى عليها سفيان بن علي ابن منصف بن علي شقيق الرئيس التونسي المخلوع. وهم يطالبون باستعادة الممتلكات التي صادرها ابن شقيق الرئيس التونسي المخلوع.وقال احدهم يغضب ان سفيان سارق يأخذ ولا يعطي. واضاف ان المعتصمين احتجاجا على مصادرة المزرعة تعرضوا للضرب بالسيوف وتمت محاصرة المزرعة من قبل رجال الامن واستعمال القنابل المسيلة للدموع لتخويفنا وتفريقنا لكننا صمدنا للحفاظ على المزرعة. ودان اهمال المزرعة، موضحا ان سفيان بن علي لا يعتني بالجرارات التي اصبحت في حالة رثة. وعرض التلفزيون التونسي لقطات للمزرعة التي قال احد المزارعين انها تحوي حوالى 760 ثورا بعضها تم جلبها من بلد اجنبي ونحو 230 عجلا.