ارتفعت أصوات عدد من سكان حي الصفا 11 (وسط جدة) عاليًا بالشكوى، كاشفين عن معاناتهم المستمرة من كثرة أكوام النفايات وطفح مياه الصرف الصحي وانتشار الحشرات والروائح الكريهة وكثرة عدد الشاحنات المصطفة على جنبات شوارع الحي الضيقة، خاصة في المنطقة المحيطة بحلقة الخضار والفواكه، إضافة إلى سكن أعداد كبيرة من العمالة السائبة بجوار سكن العوائل. وشارك المجلس البلدي السكان هذه المخاوف محذرًا من تعرض الحي إلى كارثة بيئية وطالب بالإسراع في نقل الحلقة إلى المقر الجديد في أبرق الرغامة بعيدًا عن الحيز العمراني. أحواش الأسمدة و”الكيميائية” معوض الثبيتي يؤكد أن اتصالاتهم تكررت على رقم الطوارىء بأمانة محافظة جدة، إلا أنهم لم يجدوا إجابة تهدئ من غضبهم أو فعلا على أرض الواقع ينهي معاناتهم، مشيرًا إلى كثرة أحواش تخزين المواد الكيميائية والأسمدة المجاورة للعمائر السكنية، ولفت إلى كثرة المخاطر على الأرواح والممتلكات بسبب تكرار الحرائق بين الحين والآخر في هذه الأحواش. العمالة السائبة وأبان سعيد الغامدي أن كثرة أعداد العمالة السائبة في الحي أصبحت مع مرور الوقت هاجسًا أمنيا يؤرق السكان، مطالبًا بإيصال صوتهم عبر وسائل الإعلام إلى المسؤولين لإيجاد حل لهذه المشكلة، خصوصًا وأن سكن هذه العمالة مجاور لسكن العوائل. تعبنا من شرح المشكلة ويضيف محمد الغامدي: تعبت من كثرة السؤال وشرح المشكلة لفرع بلدية المطار إلا أنها لم تحرك ساكنًا إلى الآن -حسب قوله- ونحن نخشى على صحتنا وأسرنا بسبب تكدس البضائع أسفل العمارة التي نسكنها. مخاوف من انتشار الأمراض وعبر سعيد بافرط عن مخاوفه من انتشار الأمراض في ظل تكدس النفايات وانتشار الروائح الكريهة بسبب الخضروات والفواكة الفاسدة والتي تلقي بها محلات حلقة الخضار والتباطؤ في رفعها من قبل شركة النظافة. ماذا عن الموقع الجديد ويتفق معه علي الزهراني مضيفًا: أعلن في وقت سابق عن انتقال حلقة الخضار والفواكه إلى موقع جديد في أبرق الرغامة، وعلى الرغم من مرور وقت طويل على هذا التصريح إلا أن الوضع ما يزال على ما هو عليه، فيما يتجرع سكان الحي (الصفا 11) دون غيرهم المعاناة صباح مساء. سهرات ليلية وأشار في ذات الوقت إلى كثرة الشاحنات التي تحولت إلى مساكن لسائقيها من العمالة الوافدة التي اتخذت منها مطابخ مفتوحة في الهواء الطلق وملتقى للأصدقاء في جلسات مسائية وسهرات تمتد إلى ساعات الصباح الأولى. كارثة بيئية وحذر بسام بن جميل أخضر عضو المجلس البلدي بجدة من تعرض حي الصفا 11 إلى كارثة بيئية كبيرة بسبب تدني مستوى النظافة في المنطقة المحيطة بالحلقة الرئيسية للخضروات والطفح المستمر لمياه المجاري وانتشار الحشرات وتزايد الروائح الكريهة، وطالب بالإسراع في نقل السوق الذي يستقبل أكثر من 10 آلاف شخص يوميًا ويبلغ حجم مبيعاته أكثر من 30 مليون ريال، إلى المقر الجديد في أبرق الرغامة بعيدًا عن الحيز العمراني. 12 مشكلة وأضاف: استقبلنا قبل أيام عددا من سكان الحي عرضوا علينا 12 مشكلة يواجهونها من جراء بقاء حلقة الخضار في موقعها حتى الآن، وتركزت شكواهم على التلوث البيئي بعد تراجع مستوى النظافة نتيجة وقوف الشاحنات المحملة بالخضار واستخدامها كسكن ومطابخ وحمامات لسائقي الشاحنات، وكذلك سكن عمالة الحلقة بين العوائل، وإيجار العمائر للعمالة العزاب من جنسيات مختلفة بعضهم مخالف لنظام الإقامة حيث يسكن في العمارة الواحدة ما يقارب من 150 عاملا. إزعاج الشاحنات والميكروفونات وقال: كذلك اشتكى السكان من إعاقة حركة سيارات النظافة في الحي بسبب وقوف الشاحنات المستمر، وباتت الروائح الكريهة تنبعث من كل مكان لضعف النظافة في الحلقة مع عدم وجود آلية لمكافحة الحشرات التي تظهر بشكل واضح في المنطقة المحيطة بها، إضافة إلى أن الشاحنات المتوقفة في الشارع تستخدم كمستودعات للخضار والمواد الكيمائية الخاصة بالدلالين وتتسبب في زحام كبير وتعطيل حركة السير، كما تستخدم كذلك العمائر كمستودعات. وأشار أن السكان يشتكون أيضًا من أصوات الميكروفونات في حراج الحلقة مما يسبب إزعاجًا للمرضى وكبار السن والطلاب، في ظل ضعف متابعة البلدية، فضلًا عن طفح مياه الصرف الصحي وعدم الاهتمام بالأمر من قبل العمالة التي تسكن العمائر المجاورة، وأشاروا إلى أنهم عندما يقدمون بلاغات للأمانة يتم تحويلها إلى إدارة متابعة (التريلات) حيث التسويف والإهمال. توصيات المجلس واستغرب أخضر عدم تفعيل توصيات المجلس البلدي التي صدرت في فترة سابقة بشأن إنشاء مختبر يحمي صحة الناس وإلزام موردي الخضار بإحضار شهادة منشأ لأي بضاعة ترد إلى السوق ومنع بيع البضائع التي لا يحمل صاحبها شهادة منشأ وتفعيل دور الرقابة على المزارع خارج جدة بالتنسيق مع وزارة الزراعة وهيئة الدواء والغذاء، إلى جانب تفعيل دور الرقابة على المزارع داخل مدينة جدة وتكثيف عدد المراقبين للنظافة داخل سوق الخضار وآليات مراقبة الجودة على الخضار والفواكه المستوردة من الخارج. التفتيش الميداني وكشف أن المجلس البلدي أوصى في جلسة سابقة بضرورة التفتيش الميداني والمخبري على ما يرد إلى السوق من منتجات، وطالب بضرورة الإسراع في نقل سوق الخضار الحالي إلى موقعه الجديد في أبرق الرغامة، مشيرًا إلى أنه تم القيام بزيارة ميدانية إلى موقعي السوق الحالي والجديد، وسجل الأعضاء ملاحظاتهم وتم رفعها إلى أمانة جدة. عمالة وافدة ودلل أخضر على المخالفات العديدة الموجودة في سوق الخضروات بالأرقام المفزعة التي تعلن عنها الأمانة عقب جولاتها الميدانية، حيث تم ضبط ما يقارب من 1500 عامل وافد مخالفين للنظام خلال شهور قليلة، وتمت مصادرة كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات والأعلاف التالفة. وقال: الغريب أن أغلب أسواق الخضروات في المملكة بادرت إلى إنشاء مختبرات لتحليل الورقيات والخضروات في حين تتأخر مدينة جدة التي تعد البوابة الأولى لاستقبال المواد الغذائية المستوردة. ------------------------ الأمانة: تغلبنا على المعوقات في مشروع السوق المركزي وسيتم إنجازه في موعده كررت أمانة محافظة جدة من خلال مصدر مسؤول نفيها توقف مشروع السوق المركزي الجديد للخضار والفاكهة، مؤكدة أن بطء العمل تم التغلب عليه ويجري تسريع وتيرته حاليًا لإنجاز المشروع في الموعد المحدد، لافتًا إلى أن الشركة المستثمرة حققت في الفترة الماضية تقدمًا واضحًا في أعمالها. وأوضح المصدر أن المشروع يقام على أرض فضاء مساحتها مليون م2 على امتداد شارع الملك عبدالله شرق الخط السريع خصصت منها أربعمائة ألف م2 لإقامة سوق جدة المركزي للخضار والفاكهة، بينما تم تخصيص باقي المساحة للخدمات المساندة من قبل المستثمرالمالك للارض وفقًا للمخططات المعتمدة، وتؤول كامل مساحة السوق إلى الأمانة بعد انتهاء مدة العقد وهي 25 عامًا. وقال: إن مساحة الحلقة الجديدة سوف تساهم في رفع العدد الكلي للبسطات وتنوعها، ومنع الزحام في محيط الحلقة كما كان في السابق، لاسيما أن المتسوقين تصل أعدادهم إلى حوالي 3000 متسوق يوميًا، حيث خصصت مواقف سيارات وموقع لتفريغ البضائع. وطمأن المصدر إلى أن مشروع السوق الجديد سوف يكون أنموذجيًا في آلية تقديم الخدمة لرواده من التجار والمواطنين بما يتناسب مع مستوى تطلعاتهم.