تستقبل أسواق المملكة خلال الأسابيع المقبلة أول شحنة حديد قادمة من البرازيل من كبرى الشركات المصنعة للحديد الصلب لمؤانئ السعودية بمقدار مائة ألف طن لقياس استجابة السوق الخليجي إلى الحديد القادم من البرازيل ، وقال مصدر مقرب من إدارة الشركة المستوردة بأن تكاليف إنتاج الصلب بالبرازيل يجعله منافسا جدا في أسواق الخليج والعالم العربي نظر لأنها الدولة الأكبر في إنتاج مواد الخام من خلال شركة فالي البرازيلية. وأضاف المصدر : إن الحديد البرازيلي يعد من أجود انواع بالعالم ، مشيرا إلى أن كثيرا من صناع الحديد يعتمدون بنسبة 65 في المئة من إنتاجهم على الخام البرازيلي. وقال: إن تكاليف الشحن لا يمكن أن تكون عائقا لذلك ، و أن الشركات البرازيلية ليس هي من بادرت في اقتحام أسواق الخليج إنما هو البحث الدائم لبعض تجار مواد البناء بالمملكة في استغلال إمكانية السوق المتعطش إلى أسعار متوافقة مع متطلبات البناء وإمكانيات المقبلين على البناء ، وقال المصدر: إن المشاريع الضخمة بالرياض وجدة ومكة المكرمة خلال 2011م هي بكل تأكيد اكبر من إمكانيات المصانع السعودية مجتمعة والتي تنتج أكثر من 6 ملايين طن سنويا. ومن جانبه لم يستبعد خبير صناعة الحديد بالمملكة انور عبدالله ان الازمة التى حدثت خلال السنتين الماضيتين تلوح فى الافق من جديد رغم كل المحاولات كما يصف ابقاء السوق بعيدا عن مثل هذه الازمة ، موضحا ان المشاريع الكبرى والمستعجلة مثل مطار الملك عبدالعزيز بجدة والتى تبلغ تكاليفه اكثر من 27 مليار دولار فقط ، وبه - حسب المعلومات الاولية - اكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب من الخرسانة الجاهزة سوف تسحب كل امكانيات المصانع المعتمدة بمشاريع الدولة و مشاريع المواطنين . واضاف ان الموجود حاليا بالمستودعات لدى بعض التجار المستوردين للحديد التركى والصينى اكثر من مائة الف طن. واوضح انور عبدالله انه لازال السوق متعطشا فى ظل البدء الفعلى للمشاريع بمكة المكرمةوجدة والرياض وهى المشاريع الاستراتيجية للمملكة خلال السنوات القادمة والمستعجلة ، واعترف انور بعدم امكانية صناع الحديد الحاليين والمتواجدين اليوم بالسوق من قدرتهم على السيطرة على كبح الاسعار القادمة او تلبية متطلبات هذه المشاريع العملاقة وأضاف انور أن السوق السعودي لازال يحتاج إلى صناع جدد رغم أن هناك مصنعين سيدخلان الإنتاج عام 2011 م ولكن ب 500 إلف طن. وعلمت (المدينة) ان الاجتماع القادم الذي يعقده مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب والذي تحتضنه مدينة الدارالبيضاء بالمملكة المغربية الثلاثاء المقبل، سيكون محوره ما يعانيه السوق العربي من إغراق وخاصة أسواق منطقة الخليج ومصر وإغراق أسواق العالم العربي ومنطقة الخليج من الحديد القادم من خارج الحدود . وأكد محمد الأشقر الامين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب أن أهمية اجتماع مجلس الإدارة تظهر في إعداد الإستراتيجية الخاصة بنشاط الاتحاد في المرحلة المستقبلية، خاصة وأن أعضاء المجلس من لفيف من قادة الصلب العرب في الدول العربية، وكل الدول العربية المنتجة للصلب ممثلة في الاتحاد، ويعتمد المجلس القرارات المتعلقة ببرنامج عمل الاتحاد في المرحلة القادمة، حيث تقوم الأمانة العامة بإعدادها وعرضها على المجلس لمناقشتها وإقرارها أو إجراء بعض التعديلات على ما جاء فيها، أو إضافة بعض الأنشطة الجديدة عليها وذلك حسب التغيرات المتلاحقة في أسواق الحديد. وتأتي أهمية الاجتماع القادم لارتباطه بالتغيرات السريعة والمتلاحقة في أسواق الحديد والصلب والمرتبطة بإغراق الأسواق العربية بمنتجات الصلب بالإضافة إلى التغيرات في أسواق خام الحديد، وأهمية استغلال الخامات بالوطن العربي وضرورة تحقيق التكامل في هذه الصناعة. ومن جانبه يواصل رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للصلب والحديد الدكتور هلال الطويرقي ووفد من أعضاء الاتحاد بزيارات إلى وزراء التجارة والصناعة بالعالم العربي للعمل على استصدار منهم قرارات هامة تكبح جماح الإغراق الذي يعانى منه الأسواق العربية ولعمل على المحافظة على استراتيجيه هذه الصناعة بالعالم العربي وخاصة في ظل الطموح الصيني الكبير الذي يسعى إلى أنتاج مليار طن من خام الحديد خلال الثلاث إلى الخمس السنوات القادمة. حسبما ما أعلنه (جو جونغشو) رئيس شركة التعدين الصينية في مؤتمر ومعرض التعدين في الصين مؤخرا ، وهو مما سيشجع صناعة الصلب النهائي بالصين على الزيادة بكثافة داخل الصين وبأقل التكاليف الإنتاجية وهى بذلك ستكون أكثر من 70 % موجهة إلى التصدير للخارج والعالم العربي أولى هذه المناطق بأسعار تنافسية ستضر كثيرا بصناعة الصلب العربي كما يتخوف منها صناع الصلب اليوم ، وكان وفد الصلب العربي التقى خلال الأسابيع الماضية كل من مقبول بن علي بن سلطان، وزير التجارة والصناعة بسلطنة عمان ، ونائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة بدولة قطر عبد الله بن حمد العطية، وحسب بيان الوفد أن الوزيرين أبدىا حرصهما الكامل والمؤيد والمساند لكل التوجهات والدعم الكامل للإتحاد وتبنيه لطرح هذه التوجهات على مستوى جميع الوزراء المختصين بالعالم العربي.