انعكس استمرار ارتفاع أسعار الشعير في اسواق المملكة بشكل واضح على اسعار الاضاحي التي خالفت توقعات المراقبين من انخفاضها بعد اول ايام عيد الاضحى المبارك، إذ واصلت الاضاحي ثبات اسعارها المرتفعة دون تراجع. وأكد مربو ماشية وتجار أن فترات التربية والتسمين وارتفاع اسعار الشعير والاعلاف حال دون هبوط الاسعار، مما يؤكد أن الزيادة ليست مفتعلة، وأن الزيادة في الاسعار ليست عشوائية بل هي نتيجة لارتفاع تكاليف التربية، وإعاشة المواشي خلال الفترة السابقة. من جانبه استبعد فهد بن سينان السلمي نائب رئيس لجنة المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة هبوط أسعار الماشية خلال الفترة القادمة، داعيا إلى أن يكون هناك تدخل من قبل الجهات المعنية فى اسعار الاعلاف عامة والشعير خاصة، وموضحا ان اللجنة ستعقد اجتماعا طارئا لدراسة الاسعار التى وصلت اليها الاضاحي لهذا العام. وقال السلمي ل “المدينة”: إن اللجنة تضع نصب اعينها اهمية المحافظة على مربي الماشية وكذلك ايصال الاغنام للمستهلك باسعار معتدلة لا ترهق محدودي الدخل. وفي تعليقه على دور الشعير المستورد في تهدئة الاسعار قال: لا شك أن الشعير المستورد كبح جماح الزيادة، ولولا الكميات التي وصلت الاسواق لكانت الاسعار شهدت زيادة غير معقولة. مطالبا في الوقت نفسه تسهيل اجراءات استيراد المواشي من الدول المجاورة حتى تكون هناك خيارات متعددة لدى المستهلك. ومن جانب آخر تتوقع مصادر عاملة بالسوق الماشية أن تصدر وزارة الزارعة خلال الأيام القادمة أسماء بعض التجار الموردين للشعير الذين تلاعبوا بالاسعار خلال الازمة الماضية، الذين تسببوا في زيادة اسعار الشعير، لا سيما بعد التأكد من ان مخازن هؤلاء التجار كانت بها كميات كبيرة من الشعير، كان من الممكن ان تحد من ارتفاع الاسعار الذي وصل إليه كيس الشعير، لافتا إلى إن الشعير مادة استراتيجية تدخل في الأمن الغذائي. من جانبهم طالب تجار شعير ومواشي وزارة الزارعة واللجنة الوزارية العمل على رفع الإعانة المقدمة من الدولة لتجار الشعير والموردين، مؤكدين أن تدخل الحكومة لرفع الاعانة سيسهم في الحد من ارتفاع اسعار الشعير خلال الفترة المقبلة. وقال تجار إن تدخل الحكومة لرفع إعانة الشعير يحد من ارتفاع الاسعار خلال الفترة المقبلة، مما يؤثر على الأمن الغذائي وأسعار اللحوم الحمراء بالمملكة. وكشف مورد “فضل حجب اسمه” أن هناك اتصالات مع اللجنة الوزارية متواصلة وأن معالي وزير الزارعة الدكتور فهد الغنيم متفهم لقضية الشعير، وانه من السلع الاستراتيجية فى الامن الغذائي. وقال: إن الأسعار هذا العام سجلت زيادة لاتقل عن 40% عن الأسعار، وأن سعر كيس الشعير لن يتراجع عن 50 ريالا، وهو السعر المتداول في الاسواق حاليا. مشيرا إلى ان الجفاف الذي أصاب بعضا من الدول المصدرة كان له دور في ارتفاع الاسعار، إضافة إلى أن أوكرانيا قامت من جهتها بتعليق تصدير جميع الحبوب مما سيكون له تأثير كبير في المرحلة القادمة على أسواق المملكة.