رفَض التحالف الوطني العراقي مقترح المملكة لاستضافة محادثات بين الأطراف العراقية لحل الأزمة القائمة في البلاد، رغم ترحيب كتل سياسية أخرى به، يجب أن لا ينزع عن المبادرة زخمها أو يُعتبر رداً لليد التي مدها صاحبها، أو رفضاً مُطلقاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فالمبادرة هدفها الأساس وحدة وتضامن وتكاتف العراقيين لأن في ذلك قوة للشعب العراقي وللأمة العربية لتكون، كما أكد المليك: «سداً منيعاً في وجه الساعين إلى الفتنة مهما كانت توجهاتهم ودوافعهم». وقد أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن دعوة خادم الحرمين الشريفين تستند إلى قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، والعراق عضو فيها، وتأتي تأكيداً على أن المملكة تحترم وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية. وأكد سموه حرص المملكة على التالي: أولاً: احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، مع تأكيد عدم التدخل في شؤونه الداخلية من أي طرف كان، وكذلك احترام إرادة الشعب العراقي بمكوناته كافة في تقرير مستقبله السياسي لما فيه استقرار وأمن العراق». ثانياً: ان هذه المبادرة لا تخضع لأي شرط مسبق من أي دولة كانت، حتى ولو كانت المملكة بذاتها بل تأتي دعماً للإرادة المستقلة للقيادات العراقية وشعبه في تحقيق الطريق الأنسب لتقرير مستقبل سياسي لهذا القطر. ثالثاً: أن خادم الحرمين يتمنى أن تثمر المشاورات التي تشمل القيادات العراقية كافة، وبمبادرة من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، عن نتائج إيجابية تُخرج العراق الشقيق من أزمته السياسية في تشكيل الحكومة وفي تحقيق الاستقرار في العراق الشقيق. ولم تدع مبادرة المليك إلى اللقاء الفوري للفرقاء العراقيين في الرياض بل ترك لهم الفرصة للتوصل من خلال المشاورات القائمة التي تشمل القيادات العراقية كافة، الى نتائج إيجابية تُحقق للشعب العراقي أمنه واستقراره. لذا أكد الأمير سعود الفيصل تأييد بلاده التام لمبادرة أي حل يتوصل إليه الأشقاء العراقيون بأطيافهم كافة، فما يهم المملكة هو الوصول إلى الحل الذي يُرضي جميع الأطراف ويحقق الأهداف الوطنية لعراقنا الأبيّ. ويجب التأكيد أخيراً بأن الجهود السعودية سواء تجاه العراق، أو تجاه دعم العمل العربي المشترك، وتحقيق الوفاق بين مختلف الأطراف العربية المتنازعة، ستظل مستمرة على الدوام لرأب الشق ولم الشمل العربي، وجمع كلمة العرب، والحفاظ على وحدتهم. كما ستظل أبواب المملكة، وقبلها قلوب القيادة والشعب السعودي، مفتوحة لكل العراقيين بكافة أطيافهم. فالمملكة، كما يؤكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل:»تنظر إلى جميع العراقيين بعين المساواة، وتتعامل معهم من هذا المنطلق، وعلى أساس أنهم عراقيون أولاً وأخيراً، وأشقاء أعزاء للشعب السعودي، تُكنّ لهم المملكة - حكومة وشعباً - كل خير ومحبة، وتتطلع إلى مساعدتهم بما يعزز أمنهم واستقرارهم ويحقق ازدهارهم».