· للبسطاء من هذه الهمزة آمالي وكلماتي ذات الشفافية الناصعة، كلماتي التي تبدو أكبر مما أتوقع حين أشبهها بالأحصنة ولغتي البسيطة فيها هي عطر الياسمين وحروفي الشامخة كنخلة قامت بتلقائية فوق أضلاع السطور فازدادت قوة وجرأة وبمرور الأيام اكتسبت ما يمكنها من الوقوف أمام الريح لتكتب لكم أنتم أيها البسطاء الذين يهمكم أن يكون الستر يومكم وأسبوعكم وشهركم وعامكم هذا والذي يليه فاقرءوا بسم الله مني هذا البدء الذي أهديه لكم بالإنابة عنكم للحاضر هذا الذي سرق منكم لؤلؤ الفرح وصادر منكم حلمكم وحملكم منه اليأس والحكايات القاتمة. · أهديكم ماذا!! والحزن يمضغ الأمنيات والباب يناولك منه أوراقا ملونة فيحملها الطفل ببراءة إلي أبيه فرحا بها وهي ليست سوى فواتير متفرقة، من شركة الكهرباء، من شركات الاتصالات، من شركة المياه ومن البنك كشف حساب ومن مالك العمارة فاتورة ومن شركة السيارات فاتورة ومن المدرسة فاتورة ومن البقالة المجاورة فاتورة ومن البنك ذاته سند مطالبة بسداد قسط القرض الحلال والموقع من اللجنة الشرعية!! ولا حل أمام المواطن البسيط سوى أن يقبلها ويحمد الله لكي يعيدها ومعها دمعتان وما يتيسر من المال الذي جمعه في شهر من خلال ذهابه وإيابه وتحمل من أجله ثقالة دم النظام وبلادة المسؤول ورزالة ورقة الحضور وقسوة ضابط الدوام لكي يفرح بالراتب ليوم أو يومين ومن ثم يبكي في اليوم الخامس من الشهر ويستدين حتى آخره هذا إن كان من المحظوظين العاملين وإن لم يكن كانت الحسرة مأساته وكانت البطالة اللقب الذي يستحيل أن يغادره. خاتمة الهمزة.. لا أدري كم أحتاج من الوقت لكي أغادر الحزن وأكتب لوطني عن كل اللصوص وكل الفاسدين وكل الكاذبين وكل المنافقين وبعض الصادقين والمخلصين والمحسنين، وكم أحتاج من الوقت لكي أقف على النخلة تلك التي قامت بتلقائية في أول الهمزة وماتت كمدا في خاتمتها التي لا تريد أن تنتهي قبل موت الفساد ومشاهدة كل تفاصيل الخونة ليحيا الوطن في دعة وتكون الحياة أعذب من تمرة.. هذه خاتمتي ودمتم .