وكانت فعاليات الملتقى قد انطلقت صباح أمس بجلستين أدار الأولى الدكتور عالي القرشي وشارك فيها كل من الدكتور معجب العدواني والدكتور شعيب الخليفي والدكتور عبدالله إبراهيم وعلي الشدوي. وقد تناول الدكتور معجب في ورقته الرواية وما بعد الاستعمار: منجم النظرية وصناعة المفاهيم وأشار في مقدمتها أن النظريات النقدية تتشكل من روافد عدة وحقول متنوعة، مركزًا في بحثه على محورين أولهما الرواية بوصفها جنسًا أدبيًا وثانيهما الرواية بوصفها عملًا إبداعيًا، وذلك من خلال تتبع نوعين روائيين وهما رواية تجسيد الاستعمار وتكريسه، ورواية تفكيك الاستعمار. أما الدكتور شعيب حليفي من المغرب الشقيق فقد تناول سيرورة تمثيل الآخر في السرد العربي وذكر أن دراسته تقدم مجموعة من القضايا النقاشية والتحليلية وفق عدة نقاط تطرق في النقطة على الرواية العربية مشيرًا إلى أنها وجدت إرثًا ثقافيًّا سرديًّا مضمنًا لصور الآخر في مستويات عدة وفي النقطة الثانية تحدث عن التشكيل الثاني لصورة الآخر أما النقطة الثالثة فهي تتطرق إلى العصر الحديث. وتناول الدكتور عبدالله إبراهيم من العراق الشقيق في ورقته عدة فرضيات حيث كانت ورقته بعنوان السرد والتمثيل الاستعماري للعالم مشيرًا إلى أن المستعمر هو المانح الأخير للمعاني والشرعيات فلا يوجد معنى سليم إلا إذا كان مصدرها استعماري الذي روج بصورة بشعة المجتمعات المستعمرة وأنتج معرفة متحيزة منتزعة من الثقافة الغربية. وتناول علي الشدوي مدخل إلى الآخر في الرواية مشيرًا في رد على إحدى المداخلات أنه عندما ندرس الآخر في نص ما فلا ينبغي أن نتناسى الكاتب لأنه ناتج الثقافة. وفي الجلسة الثانية التي أدراها الدكتور معجب الزهراني تحدث كل من محمد منجيب العمامي عن صور الآخر في بواكير الرواية العربية وفق محورين هما الآخر منفصلًا منظورًا إليه في ذاته بغض النظر عن وجود علاقة تربط بينه وبين البطل من عدمها والآخر متصلًا ولهما وجهان هما الاتصال المخصب والاتصال العقيم. وتناولت حصة بنت أحمد الدوسري الموقف من الآخر في التجربة الروائية لأمين معلوف في “موانئ الشرف” وقد أثنى عدد من المداخلين على ورقتها. فيما تناول محمد العباس تمثيلات الآخر الغربي في الرواية العربية مشيرًا إلى رواية موسم الهجرة إلى الشمال ورواية روائح ماري كلير مشيرًا إلى أن الروايتين تعكسان انفعالين ورؤيتين وشعورين متباينين. أما الدكتور إبراهيم بن محمد الشتوي فقد تحدث عن الموقف من الآخر في الرواية العربية مشيرًا إلى أن النصوص العربية تعود في اتصالاتها في الغرب في العصر الحديث إلى المدونات التاريخية التي سجلها ابن غياس عن حملة نابليون. كما تختتم اليوم أعمال الملتقى بأربع جلسات، يدير أولاها سعيد الجعيدي ويشارك فيها ظافر الشهري بورقة تتناول “جدلية الرواية العربية بين الموروث السردي وحضور الآخر”. وأحمد صبرة ب“دراسة تطبيقية في رواية بهاء الظاهر (واحة القروب)”. وتقدم ريم الفواز ورقة حول “انعكاسات الآخر في الرواية العربية”، ويتناول أحمد الغامدي“الرؤية السردية للآخر القريب.. الإبداع بين التحيز والحياد”، ويستعرض عزت جاد “استراتيجية الآخر عبر تقنية السرد”، أما الجلسة الثانية فيديرها صالح معيض ويشارك فيها مصطفى بيومي بورقة عن “وجوه الآخر.. قراءة في رواية (الحب في المنفى) لبهاء طاهر”، ويقدم سعد سعيد الرفاعي ورقة تتناول “الآخرون عبر الآخرين”، فيما تشارك مها العتيبي ببحث عن “محدودية الآخر في رواية المرأة في السعودية”، تعقبها ثناء الشخص متناولة“القارئ السلطة الآخر (المسترد له) في الرواية.. رواية (ستر) لرجاء عالم أنموذجًا”. ومساء تعقدالجلسة الثالثة تحت إدارة محمد الشوكاني، ومشاركة حسين المناصرة الذي يتناول “تمثيلات المدينةالغربية في الرواية النسوية (الرواية السعودية أنموذجًا)”، وتناقش كوثر القاضي “الجندر محاولة لتأصيل المصطلح والتنظير”، ويتناول محمد أبو ملحة: “التيارات الفكرية في الرواية السعودية”. ثم حاتم الفطناسي متناولًا “صور الآخر في نماذج من الرواية التونسية”، لتختتم هذه الجلسة بالناقد محمد العباس مناقشًا “تمثيلات الآخر الغربي في الرواية العربية”، الجلسة الرابعة يديرها عبدالله الوشمي وتشارك فيها ليلى الأحيدب بجانب يوسف المحيميد وعبده خال، لتختتم الفعاليات بتكريم المشاركين والإعلاميين وأعضاء اللجان العاملة.