تاتي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى بلده الثاني المملكة ولقائه باخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز محطة من محطات التلاقى والإخاء بين القيادتين والشعبين الشقيقين وفي ظرف تاريخي دقيق تمر به المنطقة يستدعي تضافر الجهود وتمتين التضامن للعبور بالأمة إلى شاطئ الأمان. ولقد كانت الزيارات المتبادلة بين خادم الحرمين وشقيقه الرئيس بشار تسعى في كل الاوقات إلى رأب الصدع ولم الشمل وإذابة الخلافات العابرة وإلى إيلاء القضايا الكبرى للأمة كل عناية وابتكار الحلول الناجعة وتفويت الفرصة على الأعداء والمتربصين للنيل من الدول العربية وقضاياها . وزيارة الأسد إلى الرياض تأتي والملف الفلسطيني يدخل في تعقيدات جديدة من جراء التعنت الاسرائيلي في تنفيذ ما عليه من استحقاقات للمضي قدما في عملية المفاوضات التى ترعاها واشنطن بدون مماطلة أو تسويف ولكن وللاسف تؤكد الأحداث ان اسرائيل لا تزال في نهجها القديم وتريد سلاما مجانيا تنال به الاعتراف العربي دون ان تقدم اي تنازلات فيما يخص انهاء الاستيطان والاعتراف بالدولة الفلسطينية فى حدود 67 ثم تنفيذ حق العودة بدون تلكؤ والجلاء عن الجولان المحتل ومزارع شبعا والاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفاسطينية وإيقاف إجراءات لتهويدها.. والملفات السابقة إضافة إلى المصالحة الفلسطينية هي من هموم وانشغالات القيادتين السعودية والسورية.. وينضاف الى ذلك قضايا أخرى مثل الوضع في لبنان وضرورة تمتين السلم الأهلي فيه والحفاظ على وحدته وسلامته وتطوير الحوار الايجابي بين كافة طوائفه على أرضية ان سلام لبنان واستقراره هو سلام للأمة واستقرار لها والبناء على نجاحات مؤتمر الطائف الذى وضع حدا للحرب الاهلية فيه وخرج بلبنان مستقرا وموحدا ولقد اثبتت الأيام ان متانة العلاقات السعودية -السورية تلقي بظلال ايجابية على مجريات الأحداث في لبنان وتساعده على اجتياز كل الصعوبات- ان وجدت- وتثبت التهدئة السياسية وكان أبرز عنوان لهذه التهدئة الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وشقيقه بشار الاسد الى لبنان على متن طائرة واحدة الى بيروت في نهاية تموز الماضى . ولا تقف نتائج محادثات المليك وبشار عند ضفاف لبنان لكنها تمتد لتبحث مجريات ومستجداتها في جميع أصقاع العالمين العربى والاسلامي لوضع الحلول وتقريب وجهات النظر بين المختلفين في إطار التضامن والإخاء .