استذكر الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع طرائف من قصص الفترة الجامعية التي جمعت بينه وبين الراحل الدكتور غازي القصيبي وقصائد الهجاء المتبادلة بينهما وسرقة محاضرات الطلبة والاطلاع على ما يُكتب بها. ومن أطرف الحكايات التي رواها رفيع كانت عن “لحية القصيبي” عندما زاره عدد من شعراء البحرين في سفارة السعودية لتهنئته باليوم الوطني للسعودية وكانت له لحية قصيرة فكتبوا قصائد رثاء فيها وقالوا: “ما رأينا قبل هذا لحية عاشت قليلًا مثلما لحية غازي لم تدم عمرًا طويلًا ولدت ذات صباح” فرد الدكتور غازي قائلًا: “أفلسوا شعراء البحرين فلم يعد لديهم موضوع سوى لحيتي ليكتبوا فيها”. وواصل الشاعر البحريني نثر عبق الشعر وأريج الذكريات، وذلك خلال إحيائه لأمسية شعرية قبل أيام بمقر لجنة الأنشطة التابع لمحطات تحلية الخبر، وبحضور محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه ولفيف من الأدباء والنقاد، وألقى رفيع قصيدة “فندق اليمامة” وروى قصتها الطريفة التي تمت بينه وبين محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أبان تواجده مديرًا لمكتب الدكتور غازي القصيبي في وزارة الصناعة حيث اتصل للقاء الدكتور غازي وكان مشغولًا باجتماع ولم يتسنى له الرد وعندما تأخر كتب له قصيدة طريفة قال فيها: “أتينا للرياض أبا سهيل لنسعد باللقاء.. قالوا وزير صناعة فلا وقت عنده”. وتناول الشاعر العلاقة الطويلة التي جمعته بالقصيبي والتي بدأت وهما في الصف الأول ثانوي وامتدت لأكثر من خمسين سنة، وألقى أحب القصائد إلى قلب الدكتور غازي والتي كان يقوم بتقبيله كلما سمعها (بحسب روايته). ثم ألقى قصيدة رثائية بغازي القصيبي قال فيها: من للمحافل والقلم ذهب الفتى الفذ العلم مساء أصبح خاليًا قد غاب فيه ثم تم لا لم يمت أبو سهيل سيظل مصباح الظلم سيظل سفرًا عامرًا بالعلم يزهو والشمم باقي على مر القرون هذا الشهم والنغم وراوية فواحة غازي سيبقى قطعة مني وفي اللحم ودم كما ألقى أجمل قصائدة المشهورة التي طالبه بها الجمهوركقصائد “العيون والدريشة وتذكرين وسوالف أمي العودة”. وأيضًا ألقى قصيدة «جسر الملك فهد». وفي نهاية الأمسية استذكر محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد بن فهد الشريف أحد مناقب الدكتور غازي الذي ألقى قصيدة “قم للمدير وفّه التبجيلا” عام 1402ه في حفل ترقية المحافظ في تلك الفترة إلى وكيل مساعد لوزارة الصناعة والكهرباء حيث أراد الثناء والتشجيع لمدير مكتبه ولكن على طريقته “الشعرية” الخاصة. بعدها قام محافظ المؤسسة بتكريم الشاعر عبدالرحمن رفيع.