أصبحت “دراما الصعيد” وبما لا يدع مجالًا للشك “ شهادة النجاح ” لكل الأعمال الفنية، والتي احتشدت بها الفضائيات المصرية والعربية في الفترة الأخيرة .. وأصبحت هذه الدراما واتجاه المنتجين والمؤلفين وكتاب السيناريو والمخرجين إليها “بيئة خصبة” لجذب المشاهدين أمام شاشات التلفزة خاصة في شهر رمضان الذى ودعناه بأيامه ولياليه الجميلة والذى شهد زيادة كبيرة فى عدد المسلسلات المعروضة فيه بشكل غير مسبوق وخاصة “ المسلسلات الصعيدية” مما أربك جمهور المشاهدين .. وكذلك النقاد . وفى احصائية اخيرة حول تكاليف إنتاج المسلسلات المصرية والتى عرضتها الفضائيات العربية فى رمضان فقط أنها بلغت أكثر من “750 مليون جنيه. شيخ قبيلة الهوارة يروي مسلسل “شيخ العرب همام” قصة “ همام بن يوسف الفرشوطي ” والذي يقوم بدوره الفنان القدير “يحيى الفخراني” وتدور أحداثه قبل أكثر من مائتي عام تقريبا عندما كان هذا الشيخ كبيرًا لقبيلة “الهوارة” وامتد نفوذه وسطوته من المنيا إلى أسوان في جنوبالوادي ومعظم أملاكه و أراضيه مزروعة بالقصب والقمح .. وساهم بشكل كبير في توحيد صفوف المصريين لمواجهة حكم “المماليك” الظالم والتصدي لعدوانهم، ويعد “شيخ العرب همام” أحد أبرز الشخصيات البطولية فى تاريخ مصر فهو يمثّل قيمة كبيرة لأهالي الصعيد ” بجميع بطونها من( همامية وعقيلات وشيشات وبلابيش ونجمية وسماعنة ) وغيرهم من القبائل، وتحديدًا قرية “فرشوط” التي ينتمي اليها همام. الفخراني.. قيمة فنية أصبح الفنان يحيى الفخراني بالفعل قيمة فنية كبيرة لا يمكن أن يستغنى عنها المشاهد المصري و العربي.. فهو أحد أهم وأبرز نجوم التليفزيون وصاحب علامات فنية فارقة .. احتل اسمه الكثير من الأعمال الفنية مثل “للعدالة وجوه أخرى” و”عباس الأبيض” و”يتربى فى عزو ” و”الليل وآخره” و”شرف فتح الباب” و”ليالي الحلمية” وغيره. ويقول الفخراني عن دوره في هذا المسلسل أنه يمثّل شخصية تاريخية لها ثراء فكري وإنساني كبير.. وسيرته الذاتية تتحدث أنه شخصية حقيقية لا خيالية عاصرناها قديمًا في قلب الصعيد، وقد ذُكر فى كتاب “الجبرتي” الذي خصص فصلًا كاملًا عن الشيخ همام أورد فيه تفاصيل حياته وإنجازاته .. وأضاف أن ما قيل عن أن هذا المسلسل فيه إساءة لأسرة الشيخ همام غير صحيح فهو ليس الشخصية الصعيدية العادية، بل هو عميق الجذور في تاريخ مصر كلها وهو شخصية بطولية فذة و له بصمة قوية فى تاريخها . صالحة زوجته الأولى تزوج شيخ العرب همام من “صالحة” والتي تؤدي دورها الفنانة “صابرين” التي تثبت يومًا بعد يوم تفوقها على نفسها في آداء كل الأدوار وهي صاحبة آداء رفيع المستوى، وفي كل مشهد تعطي درسًا لمن حولها في فن الآداء والتمثيل. ورد اليمن زوجته الثانية ثم تزوج شيخ العرب همام من زوجته الثانية “ورد اليمن” وتقوم بدورها الفنانة “ريهام عبدالغفور”. وفي مشهد تمثيلي من المسلسل لم تستطع “ورد اليمن” من الوقوف على قدميها فساعدتها ضرتها “صالحة” بحملها ورفعها ونقلها إلى همام ليداويها، فقد كانتا تعيشان في منزل واحد مع الشيخ همام.. وسألتها صالحة ما سبب إصابتها؟ فقالت إنها محسودة من رحمة زوجة الشيخ عيد عمدة القرية، وتقوم بدورها الفنانة “سماح السعيد”. سعادة الشيخ همام وفي مشهد آخر طلبت صالحة (صابرين) من زوجها همام الذهاب إلى زوجته الثانية ورد اليمن (ضرتها) في “ ليلتها!! ” لأنها مريضة وحزينة حتى يرفع معنوياتها فهرول الشيخ همام للخروج من المنزل، فنادته صالحة لماذا أنت سعيد لهذه الدرجة وتهرول؟!!! فقال لها: لن أذهب وسأظل إلى جوارك !! لكنها أصرت على أن يذهب.. فذهب!! اعتراض شديد من الصعايدة ورغم أن مؤلف المسلسل وكاتب السيناريو عبدالرحيم كمال ومخرجه حسن صالح والفنان يحيى الفخراني قاموا بزيارة ميدانية لقرية فرشوط مسقط رأس شيخ العرب همام للتعرّف على أفراد العائلة ورؤية الوثائق التاريخية والأماكن التي عاش يها في صعيد مصر حتى تكون المشاهد التمثيلية واقعية وليست من نسج الخيال . رغم كل ذلك تعرض المسلسل لاعتراض شديد وشهد حالة استياء كبيرة بين أفراد عائلة الشيخ همام . وقالوا: إن أحداث المسلسل لا تمت للحقيقة بصلة وتشوّه صورة جدهم الأكبر (الأمير همام بن يوسف) وتجرده من شخصيته التاريخية الحقيقية المؤرخ عنها في كتب التاريخ. وتساءلوا من أين أتى المؤلف عبدالرحيم كمال بهذه المواقف التي تعمّد فيه الإساءة وإهانة شخصية كبيرة مثل شيخ العرب همام وكذلك أحفاده من بعده؟! . ومما زاد الأمور تعقيدًا ظهور الشيخ همام القائد العظيم في نظر عائلته والذي أسس “جمهورية الصعيد” فى ذلك الوقت أن أصبح شغله الشاغل فقط الاهتمام بزوجتيه “صالحة” و “ورد اليمن” فقط ولا قضية عنده غير ذلك. و أظهر المسلسل إن أبناء الصعيد ينساقون وراء السحر والشعوذة لحل مشاكلهم العائلية بالإضافة للأخطاء التاريخية والمغالطات في أشقاء همام وأولاد عمه. وأتهم أبناء “الهوارة” المؤلف والمخرج والمنتج “بأنهم يريدون إثارة قبيلتهم صاحبة التاريخ والحاضر وتعمدوا الإساءة لأحفاد الشيخ الكبير بحجة ضرورة الحبكة الدرامية.. والنجاح الجماهيري للمسلسل فقط .. و كان هذا هو الشغل الشاغل لهم دون النظر للأبعاد التاريخية والاجتماعية لواقع الصعيد. نجوم كبار شاركوا شارك في المسلسل نخبة كبيرة من النجوم منهم على سبيل المثال : يحيى الفخراني وصابرين وريهام عبدالغني وعمر الحريري وعزت أبو عوف وسامح الصريطي وحسن مصطفى وسماح السعيد وأشرف عبدالغفور وميمي جمال وشعبان حسين وفريدة سيف النصر. كلمة أخيرة ** في الختام يمكننا أن نقيّم هذا العمل بأنه “مسلسل درامي اجتماعي ” يروي السيرة الذاتية لأحد الأبطال الحقيقين من أقطاب التاريخ المصري القديم ولشيخ كبير من شيوخها فرض سيطرته على جنوبالوادي ووحد أقاليمه .. هو الشيخ همام بن يوسف الفرشوطي.. الذى تمثّلت فيه معاني “الزعامة” الحقيقية والشجاعة . ** وقد قام بدور بطولي في مواجهة الأعداء المحتلين (المماليك) وتصدى لهم مطالبًا بخروجهم من أرض وطنه الكبير مصر .. و بأن يصبح حكم مصر للمصريين. ** ولكن شاب العمل الكثير من المغالطات التاريخية كما قال أصحاب الحق في ذلك ولهم حق الرد وهم أفراد أسرة الشيخ وأحفاده.. رغم تأكيد كل من القائمين على العمل أن الأحداث مستقاة من وقائع ووثائق تاريخية لم يمسها التحريف .. وأنها ليست من نسج الخيال !!!.