تواجه المرأة العاملة معاناة بالغة في شهر رمضان المبارك، نظراً لعدم ملائمة الوقت بين العمل وموعد عودتها إلى المنزل وإعداد طعام الإفطار للأسرة. بعض الزوجات ألقت بكامل المسؤولية على عاتق الخادمة وأخريات يفضلن الإفطار في المطاعم والخيم الرمضانية، حيث يعتبرن ذلك أنسب الحلول لأسرهن في هذا الشهر الفضيل. تقول نادية الحربي -موظفة-: بالفعل هناك معاناة تواجهها المرأة العاملة في رمضان وهي عدم تمكنها من توافق مهام عملها ومواعيد عودتها إلى المنزل وإعداد طعام الإفطار الذي يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.. وبالنسبة لي فلا وقت لدي بعد عودتي إلى المنزل حيث عادة ما أعود عند الساعة الثالثة عصرا، ثم أستغرق وقتاً في تلاوة القرآن الكريم وصلاة العصر. ولذلك لا وقت لدي وخاصة في مجال إعداد طعام الإفطار. أما الوقت المناسب الذي أقوم فيه بإعداد طعام الإفطار فهو فقط يومي الخميس والجمعة حيث هناك متسع من الوقت. لا وقت لدينا أما هنادي بخيت -وتعمل ممرضة في إحدى المستشفيات الخاصة- فتقول: أنا متزوجة وفي نفس الوقت أعمل منذ عدة سنوات في مستشفى خاص ودوامي يستمر منذ الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة الخامسة عصراً أعود بعدها إلى المنزل مرهقة ومتعبة ولذلك فإنني لا أجد الوقت الكافي لإعداد الطعام، ومن هنا فإنني وأسرتي نفضل الذهاب إلى أحد المطاعم أو الخيام الرمضانية لتناول طعام الإفطار فيها. وتضيف هنادي أن هذه المشكلة تواجه أى امرأة عاملة لأنه لا يوجد لديها وقت كاف لإعداد الطعام. وسألناها: لماذا لا تعتمد على الخادمة في إعداد الطعام فأجابت قائلة: زوجي لا يحبذ الطعام الذي تصنعه الخادمة ويفضل أن أقوم أنا بذلك، ولكن نظراً لعدم وجود وقت كاف لإعداد الطعام فإننا كثيرا ما نفضل أن نتجه إلى أقرب خيمة رمضانية لتناول طعام الإفطار هناك. أما بالنسبة لوجبة السحور فغالباً ما نعتمد على الوجبات الجاهزة التي يقوم زوجي بجلبها من السوق. وعلى العموم فإن ظروف وطبيعة المرأة العاملة لا تمكنها بأى حال من الأحوال من القيام بمهام إعداد الطعام وبخاصة وجبة الإفطار الرمضاني. واجب المرأة وتعارض سلمى الزيلعي -موظفة بنك- هذا الرأي وتقول: ما المانع من قيام المرأة العاملة بمهمة إعداد طعام الإفطار؟ فإن لديها الوقت الكافي لإعداد طعام الإفطار والسحور. وتحكي عن تجربتها الشخصية فتقول: أنا أعمل منذ 12عاماً وحينما أعود في أيام غير رمضان أقوم بإعداد طعام الغذاء لأسرتي بمساعدة الخادمة، وبالنسبة لرمضان فإنني أعود عند الساعة الثالثة بعد الظهر ومع ذلك أقوم بإعداد طعام الإفطار على أحسن مايرام، لأن الوقت كاف لذلك. معاناة بالغة أما زميلتها نهى العارف فتقول: ظروف المرأة العاملة وبخاصة في رمضان لا تمكنها من القيام بأداء مهام عملها المنزلي، فهي تأتي مرهقة ومتعبة من وظيفتها ولايمكنها بأي حال من الأحوال القيام بمهام المنزل. وتضيف: بصراحة لا يوجد وقت لأداء المهام المنزلية لدي الموظفة أو العاملة، ولذلك فإنني وأسرتي نفضل اللجوء لتناول طعام الإفطار في الخيام الرمضانية أو في الفنادق. غير مقبول وترفض فاتن الحاج -طبيبة- هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، وتوضح: دعونا نرى كيف تقوم المرأة العربية العاملة بدورها المنزلي في رمضان وغير رمضان فقد كنت مع أسرتي متواجدين في سوريا خلال شهر رمضان من العام الماضي، ولم أر تغييراً ملموساً في ظروف المرأة العاملة بل بالعكس من ذلك كله فقد كانت تمكث في الدوام لساعات أكثر، ومع ذلك تقوم بمهام منزلها في رمضان وغير رمضان على خير مايرام. فهي تعود من مهام عملها ومع ذلك كله فإنها تبادر للقيام بإعداد ما لذ وطاب من طعام إفطار وعشاء وسحور في رمضان. وتضيف: إن المسألة لا تعدو كونها عدم تنظيم الوقت لدي الموظفة أو العاملة، فلو بادرت إلى ذلك وبخاصة في رمضان لكان أفضل للتغلب على هذه المزاعم.