في حلقة عن شباب الدوت كوم تحدث د. سلمان بن فهد العودة “المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم” عن الشباب وأن العالم العربي يحفل بنسبة كبيرة جدًا وأغلبية من الشباب ما بين سن خمس عشرة إلى سن أربع وعشرين تقريبًا، وشدد أن المتغيرات الضخمة التي تلم بالشباب اليوم سواء المتغير التقني أو المعرفي أو الاقتصادي أو المتغير التواصلي في الانترنت تؤثر في النضج الفكري والعقلي والجسدي لدى الشباب، وأوضح أن صراع الأجيال ينشأ حينما يكون لدى الجيل الأول القدرة والإدارة والسلطة والمسؤولية والاقتصاد ينظر إلى الجيل الجديد نظرة مختلفة لأنه يلاحظ عليه متغيرات لم يتعودها فهذه سنة موجودة ولذلك مشكلة الانتقال الإداري أو الاجتماعي والقيادي من الجيل الأول إلى الجيل الثاني مشكلة محفوفة بمخاطر ومحفوفة أحيانًا بعدم ثقة ومحفوفة بتغيير حقيقي في الإدارة وفي القيادة وفي العمل وهي من وجه آخر الحقيقة هي مشكلة الصراع ما بين أحيانًا العادات الموروثة والمرعية والتقاليد القائمة وما بين نمط جديد من التغير يحاوله جيل جديد، فهذا ما يتعلق أولاً بقضية الصراع ما بين الجيل القديم والجيل الجديد، وبينّ العودة أن دول العالم تفاخر بشبابها لكن عالمنا العربي ينظر إلى الشباب بقدر من الريبة والتوجس بل ويعض الدول تصنف الشباب بأنهم الخطر الأمني القادم! وأضاف العودة بأن الشباب بحاجة إلى التغيير وخاصة ما يُسمى التغيير الاجتماعي أو التحولات الاجتماعية، فنجد بعض الأنظمة العربية تجد أن القوانين التي تحكمها عمرها مائة سنة وهذا عبّر عنه العودة بأنه الهرم وهو نوع من الشيخوخة، ووضح العودة أن معظم بلاد العالم لديها قوة في النظم الاجتماعية بمعنى أن مؤسسات المجتمع المدني والروابط والتجمعات والتكتلات التي تنتظم نشاط الناس في الجامعة أو في الحي أو في المصنع أو في أي مكان موجودة وقائمة ومنظمة ولها مجال ضخم، ولذلك قوة المجتمع وقوة في الحكومات والدول مما ترتب عليه وجود قوة اقتصادية وسياسية وتناغم بين هذه القوى المكونة، في عالمنا العربي والإسلامي الأمر ربما يكون هناك قوة من جهة الاتصال أو النظام ولكن المجتمعات مجتمعات هشة لا يوجد فيها أنظمة أو مؤسسات مدنية قوية، وهناك توجس ولذلك العلاقات فردية والمبادرات فردية وهناك توجس من أي تجمع مع أننا ندرك بأن عدم وجود هذه المؤسسات المدنية في مجتمعنا العربي والإسلامي لن يلغي أبدًا طبيعة الشاب أو طبيعة الإنسان الذي يحب أن يكون منتميًا إلى تجمع إلى مجموعة إلى جمعية إلى مؤسسة معينة إلى نشاط جماعي ينتظم جهده ويدربه ويعلمه ويصحح له، لن يلغي هذه الطبيعة الموجودة ولكنه قد ينحرف بها ذات اليمين أو ذات الشمال، إضافة إلى أنه مع المشكلة مشكلة هشاشة المجتمع العربي -إن صح التعبير- تأتي مشكلة أخرى وهي أنه من الناحية الثقافية ومن الناحية التاريخية نحن دائمًا ما تعودنا على الانتظار يعني أن الناس ينتظرون دائمًا من السلطة أو من الحاكم أن يصنع الكثير لهم ويلقون عليه باللائمة إذا وقع الخطأ ويعطونه المديح والثناء في حالات كثير من الإنجاز ، أما أن يكون هناك تناغمًا وأداءً مشتركًا وأن يكون الناس أن يكون الشباب أو المجتمع جزءًا من المنظومة الإدارية نفسها ومشاركًا فيها هذا ليس متوارثًا ثقافيًا عندنا.