قال الضمير المتكلم: يبدو أن التقدم التكنولوجي قد أمر بنوع جديد من المخدرات، حيث يجلس المروّج في بيته أمام الكمبيوتر، ويسلم بضاعته لمن يشتريها عن طريق (الداون لود)، حيث ظهر ما يعرف ب(المخدرات الرقمية)، إذ يقوم متعاطو هذه المخدرات بتحميل المخدرات في شكل ملفات من الإنترنت، وتتكون تلك المخدرات الرقمية من ملفات صوتية صُمّمت لمحاكاة (الهَلاوس والانتشاء) المصاحب لتعاطى المخدرات التقليدية، وذلك عن طريق التأثير على العقل بشكل لا واعٍ، بواسطة موجات صوتية غير سمعية للأذن تُسمّى (الضوضاء البيضاء)، مغطاة ببعض الإيقاعات البسيطة لتغطية إزعاج تلك الموجات، وتقوم تلك الموجات بإثارة اللاوعي عند المتعاطي، لتحاكي الإحساس المطلوب، حسب المخدر الذي تم تحميله في الملف!! ويتراوح سعر الملف الواحد بين (3 و9 دولارات)، بينما يكون الملف الأول للمستخدم مجانيًّا، وتنقسم الملفات، أو (الجرعات)، كما يسمّيها الموقع، إلى تصنيفات مثل: (هلوسة، مخدرات روحية، جنسية، سعادة، مضادات للقلق، مخدرات سريعة، مخدرات نقية). وقد أكّد مجربو هذا النوع من المخدرات على تأثيره، إذ يجزم البعض بأن تأثيره كبير وقريب لتأثير المخدرات الكيميائية!! وقد قام موقع ( YouTube) بنشر مشاهد لقيام مجموعة من المراهقين بتجربة تلك المخدرات الإلكترونية، وفيها يظهرون غارقين في حالة من الهلوسة، بينما يؤكد البعض ممّن جرّبوها أنها ليس لها تأثير على الإطلاق، وأنها خدعة للربح!! وبالطبع فإن أهم نقاط الجذب الإعلاني في الترويج لهذا المنتج هي أنه قانوني، إذ لا يوجد قانون يمنع تحميل الملفات الصوتية حتّى وإن كان لها تأثير المخدر، واستخدام الموجات الصوتية في عمليات المحاكاة العقلية للأحاسيس المختلفة، يُستخدم بالفعل في مجالات أخرى كالعلاج النفسي للقلق والتوتر والأرق، وعدم انتظام النوم من خلال بث موجات غير سمعية تؤثر في اللاوعي للتحكم في الحالة المزاجية. البرنامج كما يقول التقرير الذي نشرته صحيفة (المصري اليوم) الأربعاء الماضي أثار فضول العديد من الشباب في الوطن العربي، وقد قام العديد من أبناء الخليج بالتنادي لتجربته من خلال المنتديات العربية، بل وتمّ توفير الجرعات فيها بالمجان!! أعتقد أن الموضوع خطير، وتجب متابعته من الجهات المعنية قبل فوات الأوان، ويكفي منه استنزافه للأموال!! ألقاكم بخير والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]