يقول عملاق المسرح الأمريكي آرثر ميلر: «بعد موت الاشتراكية بقيت الرأسمالية الأمريكية وكأنها الوحيدة للاقتناع والإقتداء. ولكن: ما الذي سيحدث مع نظام لم يعد يمتلك خصومًا ومعارضين؟. لابد أنه سيسمن بشكل رهيب ويبدأ بارتكاب أخطاء فادحة؛ لأنه لا وجود لأي منافس له. فحتى أعوام الثمانينات كان العالم جالسًا على كرسي بثلاث قوائم هي: أمريكا، روسيا والصين. أما الآن فإن العالم يجد نفسه جالسًا على كرسي بقائمة واحدة هي أمريكا. فإلى متى يستطيع أحد أن يبقى جالسًا على كرسي بقائمة واحدة؟». الكاتب الأمريكي الشهير يضع قاعدة هامة تتجاهلها أكثر الأنظمة العربية وهي ضرورة إفساح المجال للرأي الآخر؛ لأن التفرد بالرأي يقود إلى مشكلات عسيرة قد تقضي على النظام نفسه. ومحاولة تفرد تيار واحد على المجتمع بأسره هو أحد أكبر مشكلات أي مجتمع من المجتمعات. فعندما يحاول تيار من التيارات طبع الجميع بنفس الطابع وقولبة المجتمع في قالب واحد فإن هذا المجتمع يكون في خطر! وسيادة الرأي الواحد هي إحدى الظواهر المنتشرة في مجتمعاتنا العربية. وهي ظاهرة أطلقت عليها اسم «سلاح الرأي الشامل»، الذي رأيت أنه قد يكون أكثر فتكا من «أسلحة الدمار الشامل» التي يقول الغرب بخطورتها، ويتهم بعض دولنا العربية بحيازتها. ومجتمع يمشي برأي واحد هو مجتمع معوق يصعب عليه اللحاق بعجلة التقدم والتنمية. فهل يستطيع أحد أن يجلس على كرسي استُبدلت قوائمه الأربع .. بخازوق؟! [email protected]