مهما قيل عن أن بعض أنواع المخدرات لا يشكل خطرًا كبيرًا على مَن يتعاطونه، ، فإن هذا الكلام يظل متناقضًا مع كل ما توصلت إليه الأبحاث الطبية. لقد تم تأكيد التأثير السلبي لتدخين الحشيش على جهازي المخ والأعصاب، فهو يتلف خلايا المخ، ويدمر الجهاز العصبي مع مرور الوقت، كما أنه يؤدي إلى الإصابة بحالات الهلع، وقد يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض العقلية الخطيرة، كالشيزوفرينيا، أو البارانويا. الدراسات المختبرية التي أُجريت على عينات منه أثبتت أن نسبة مادة الحشيش أصبحت قليلة جدًا بالقياس إلى مواد الهلوسة سريعة المفعول. لقد وجد تجار المخدرات أن أرباحهم ستنخفض بنسبة كبيرة فيما لو اقتصروا على المتاجرة بالحشيش في شكله الخام. ولذلك قام هؤلاء باعتماد توليفات كيميائية تعتمد على حبوب الهلوسة، وباقي المخدرات رخيصة الثمن. وهي مواد تساعد على سرعة الوصول إلى حالة النشوة، كما أنها تساعد على سرعة الوصول إلى حالة الإدمان. إن الخطر الأكبر الذي لم يفطن له الكثيرون في موضوع انتشار تعاطي المخدرات، هو أن الإدمان ينقسم إلى نوعين، الأول: نفسي، والثاني: عضوي. والنوعان لا يقلان خطرًا على صحة الإنسان البدنية والنفسية والعقلية. بالنسبة للإدمان العضوي فإن أخطر ما فيه هو ما يعرف بالحاجة التصاعدية للمدمن. ذلك أن الكم الذي يحتاج إليه المدمن للوصول إلى ما يسمّى بحالة النشوة في الشهور الأولى للإدمان، لا يعود يفي بالحاجة المطلوبة بعد انقضاء هذه الشهور. وهو ما يستلزم زيادة الجرعة حتى تصل إلى أضعاف وأضعاف الجرعات السابقة. أمّا مشكلة الإدمان النفسي لأي نوع من أنواع المخدرات، فهو الضلالة التي يقتنع بها المدمن، والتي تتمثل في عدم قدرته على أداء أية مهمة بالإتقان المطلوب، دون أن يكون واقعًا تحت تأثير المخدر. بالنسبة للحشيش فإن الأمر يبدو أخطر، والسبب هو القناعة التي تفيد بأن مسألة الإقلاع عن تدخين الحشيش مسألة سهلة وفي متناول الإنسان متى ما أراد ذلك. إنها مؤامرة كبرى تستهدف شبابنا، ونحن شركاء في هذه المؤامرة بانشغالنا بصراعات جانبية، مثل تأييد أو معارضة قيادة المرأة للسيارة.. وغير ذلك من القضايا التي تستحوذ على كل الاهتمام. [email protected]