في كل مدينة عدد من المباني التي تزينها لوحات مكتوب عليها الوحدات الصحية المدرسية، وفي كل وحدة عدد من الدواليب والماصات والكراسي المغبرة، وفي الدواليب أدوية، وعلى سياراتها شعار الوزارة التي يستخدمها المنسوبون خارج أوقات الدوام، وحين تسأل المعلمين والمعلمات عن دورها تجد الغالبية ضيع الطريق المؤدي إليها، والبعض يعرفه لكنه يكره أن تذكره له والبعض حملته الصدفة ذات يوم ليكتشف أن الفيفادول هو الدواء الشافي والعلاج الفعال لكل الأمراض هذا الدواء الذي ينصح به الأطباء للصداع ولآلام البطن ولآلام العظام، أما عن التلاميذ فالحكاية تختلف حيث يذهب الغالبية للمستشفيات الحكومية أو الخاصة، ويضطر البعض للذهاب إليها بهدف الحصول على تحويل للمستشفيات الحكومية أو التصديق على تقرير طبي، وبرغم تدني أدائها، وإعراض المنسوبين عنها إلا أن وزارة التربية تصر على بقائها، ويصر منسوبوها على وصفها بالإدارة المهمة؛ لأنها الإدارة التي تهتم بصحة النشء وتقديم الرعاية الصحية، والحقيقة أن لا دور لها بشهادة المنسوبين والمنسوبات. كتابة الحقيقة تغضب الكثير الذين يعتقدون أن أموال الدولة هي ملكية خاصة، وأن هدرها واجب وطني، خاصة حين يهمل المسؤول تقييم الأداء الذي يمكنه من الوقوف على الحقيقة، والذي من خلاله ترفع للمسؤولين التوصيات، والتي يفترض أن تتضمن كافة الإنجازات ليأتي القرار إما بخروجها من دائرة التعليم، أو بقائها حين تثبت المعطيات إنه القرار الأنسب، أما أن تبقى في زوايا النسيان، ويبقى الإنفاق عليها أقرب للإسراف منه للرشد، فتلك والله مأساة حقيقية، حيث يرفض المنطق الاحتفاظ بالعناصر ذات المنجزات الصفرية والعديمة المنافع خاصة حين تكون المصروفات بالملايين، وحسبي أن أقول لمن أطلق عنان الكلمة شكرًا، ولمن منح القلم سلطته ليكتب عن كل ما يؤذي الوطن وكل من ينسى إنه مسؤول يفترض فيه حرصه على المكان والحفاظ على أموال الدولة التي يجب أن تسخر لخدمة الوطن ومواطنيه، وكوني أضع أمام من يهمه أمر التعليم مأساة هذه الإدارة التي يراها المنسوبون أنها محسوبة على العملية التعليمية بالخطأ، وكل ذلك بهدف مراجعة الأداء وتقييمه، ومن حقهم إبراز أنشطتهم إن وجدت متمنيًا أن تكون المنجزات توازي ما تنفقه الدولة التي ابتلاها الله بأناس شغلهم الشاغل التوقيع فقط، وهمهم أن تكون التقارير في يد أصحاب الصلاحية في الوقت المناسب، حيث أرى أن تكون بين بنود التقارير مصروفات الوحدات الصحية هو فعل مؤسف!! خاتمة الهمزة من خلال منسوبي التعليم ومنسوباته كانت فكرة هذه الهمزة المملوءة بالوجع الذي يستحيل أن يكون الفيفادول هو العلاج السحري له؛ ولأن كل ما أتمنى هو أن تأتي المعالجة في هيئة قرار مدروس ببقائها أو إلغائها؛ ليوفر على الدولة الأيدي العاملة وبعض الملايين المهدرة، هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]