• مدارسنا تئن وتبكي تعاستها والصيف يلتهب والطالبات والطلاب أدوا امتحاناتهم تحت أزيز المكيفات الصدئة التي يستحيل أن تمنحهم نسمة هواء باردة ، أنا لا أتحدث هنا من فراغ لكي لا يظن أحد إنني ضده بل انقل حديثا ساخنا من آهات بعض المعلمات ووجعا حقيقا من صدور بعض المعلمين ومن عرق الدارسين والدارسات أكتب مقالي هذا المشحون بالواقعية وكلنا يسأل الله لهم التوفيق والنجاح واستمرار التيار الكهربائي الذي ينسي الامتحانات بانطفائه المتكرر في العام القادم ولا غرابة في ذلك حيث اعتدنا على أن نعاني في كل أمورنا الحياتية لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو عن بند الصيانة والتوريد في وزارة التربية التي تحظى بنصيب الأسد من ميزانية الدولة في كل عام وهي أرقام فلكية ومبالغ قادرة على أن تبقي مدارسنا في كامل أناقتها وبريقها لنرى العكس على أرض الواقع ومن يصدق أن معظم مدارسنا ما تزال تعيش على الحسنات وتستخدم المكيفات التي جاءت في مكرمة المغفور له الملك فهد طيب الله ثراه هذه هي الحقيقة الصادمة التي تكشف لنا ثقبا في التفكير وشرخا في تفاصيل التنفيذ التي سقطت في اللحظة الأولى والامتحان الأول. • أسأل نفسي عن السبب الذي أوقعنا في زوايا حادة ، هل هو سوء الإدارة؟! أم هو إهمال التخطيط الذي أثر على حياتنا وحولها كلها إلى عشوائية وكانت من نتائجها أن مدارسنا جاءت هكذا بالبركة لا مواقعها جيدة ولا تصميمها مناسب بل ومعظمها يقع على شارع لا يتجاوز عرضه 6 أمتار، وعلى أولياء الأمور تخليص أنفسهم من ويل الزحام، فهل هناك غباء أكبر من أن نبني مدرسة في حي كله عشوائي كحي الصحيفة الذي ترتص فيه أكثر من ست مدارس حكومية والمكان أضيق من “نقب دبوس”، ولو قبلنا ما حدث من خطأ في التخطيط الذي كان في زمن ما له ظروفه فهل نقبل أن نخضع المدارس لعملية التسول لتجهيزها ليوم الافتتاح وقص الشريط الذي بعده تتقطع حبال الحياة فيها ومن ثم ننسى الصيانة ودورها في زيادة العمر الافتراضي للآلات من خلال برامج صيانة منظمة ومدروسة تصلح ما يمكن إصلاحه وتستبدل المعطوب بالجديد لكي لا تتأثر جاهزية المبنى، خاصة حين يكون المبنى مدرسة فذلك يعني أن المهمة سوف تكبر والعناية سوف تزداد لكن المفاجئة هي أن واقع معظم مدارسنا منصوب بالفتحة في جو ملتهب. • خاتمة الهمزة .. أكاد أشك في أن أكتب هذا اليأس بأسلوب معجون بالفزع والجزع والكمد، خاصة وأننا نسمع و نرى ونقرأ حجم اهتمام الدولة بالتعليم ومن ثم تكتشف أن لا شيء يتغير وأن المنجز هش لا يقدر على أن يقاوم ثانية في الظروف العادية و يسقط في الظروف غير العادية وكأن التعب في حياتنا عادة يومية هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]