أقبل علينا يفيض فرحا وسرورا مشرقا كأنوار شمعة تحركها نسمات الفرح والشعور بالفخر والاعتزاز والاستحقاق للحالة التي هو فيها من الجذل ونشوة الفوز .. ذكرني هذا بما كنا عليه ونحن على مقاعد الدراسة وعند مخرجات كل نجاح وفوز لأي من مكونات ذلك الجمع النشط من الطلبة الذين طغى على سلوكهم حب الفوز والتفوق إتقانا وتفانيا بالعمل وتصميما عليه.. هكذا كانت حالة صاحبنا وهو يسلم علينا بيده بينما تشع أسارير وجهه سعادة وتتوارى خلف قسماته رغبة دفينة متوقدة وكأنه يطالبنا بالتهنئة وهذا ما دفع بأحد الأصدقاء أن يقول لي بارك للدكتور بالفوز فما كان من صاحبنا الدكتور فهد آل عقران إلا أن اندفع قائلا : نعم لقد فزنا، عملنا بجد وكد، ولم نكن نعلم بأننا على موعد بالفوز، وإنه لفوز وأي فوز أن يأتيك مؤزرا بكلمات من أستاذ الأدب والفلسفة والشعر وأستاذ الإنصاف، وعدم المجاملة في الحق.. إنه أستاذنا وأميرنا .. أستاذ جيل يعدو في سباق محموم نحو البناء والتفاني بالعمل نحو التألق والتميز وحجز المقاعد الأولى في قطار التنمية والسمو.. فوزنا أعلنه أستاذنا وأميرنا خالد الفيصل حفظه الله وأنه لنعم الفوز حين يعلنه أميرنا أمير منطقة مكةالمكرمة فله مذاق خاص يرقى بالوجدان ويسمو بالفرح ويترفع عن الشوائب فخالد الفيصل حين يعطيك شيئا فلا أقل من أنك تستحقه عن جدارة وإلا لما كنت لتحصل عليه من هذا الأستاذ المميز والذي طلبت منه قبل أشهر عاصمة الثقافة والقانون أن يحاضر في مجلس شيوخها ويأسر أسماعهم عبر فلسفة هادفة ووعي ثاقب وثقافة مشرقة. فرحة الصديق والأخ الدكتور فهد آل عقران كانت مؤثرة نقلتني إلى جو خلت أن العمر بعد عنه ولم يعد بالإمكان تصوره إنه الجو الدراسي جو السباق المحموم نحو التحصيل العلمي جو كان فيه بعض من الأساتذة مصدر الإلهام وفيض من طاقة لا تنتهي تشحذ الهمم وتذكي روح التفاني والعمل وتعين على الصبر في سبيل الوصول إلى نقطة الفوز والنجاح ... كل ذلك ينقلني إلى مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وكيف به يشعر المرء بأنه على مقاعد التحصيل العلمي ولكن بمكان أوسع ومعلومات أجل وكلام أعم تغطيه منهجية يجلها فلسفة ترقى إلى أسمى معاني العيش عملا وإتقانا وأنّا حين نلتف حول أميرنا نشعر وكأن المدرسة هي المنزل والمنزل هو المدرسة لأنه حفظه الله يغدق علينا حبا أبويا وأخويا مؤثرا وتوجيها تربويا ساميا وثقافة عمل وفلسفة حياة ومناهج رقي تلهب النفوس حماسا نحو العمل وتصميما نحو العلى .. مبروك لجريدة المدينة الغراء على فوزها فهذا وسام على صدر صفحاتها لا يزيد بريقه لمعانا إلا المثابرة والاستمرارية جهدا وكداّ بالعمل المتقن نحو خدمة المجتمع وفوز المدينة هو فوز لكل من يعمل فيها ولكل قرائها وهو فوز للعمل وفوز للوطن .