أبدت اسرائيل استعدادها لتخفيف الحصار الذي تفرضه على غزة اذا قبلت الاسرة الدولية بلجنة داخلية اسرائيلية للتحقيق في الاعتداء الدامي على “اسطول الحرية”، فيما عقدت الحكومة الاسرائيلية المصغرة اجتماعا صباح امس لبحث مسالة تشكيل لجنة قانونية للتحقيق في الهجوم. وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية امس ان بريطانيا قدمت الاسبوع الماضي وثيقة تطلب تخفيف الحصار، ونقلت عن مصدر غربي طلب عدم كشف هويته وقريب من المفاوضات مع اسرائيل ان "اتفاق "مقايضة" مطروح حاليا". وحاولت اسرائيل امس تخفيف الضغوط الدولية التي تتعرض لها منذ هجومها على سفن المساعدات الانسانية الى غزة، بقرارها تشكيل لجنة تحقيق مهامها محدودة، لكنها لم تتمكن من احتواء الدعوات الى تحقيق مستقل بمشاركة دولية في الهجوم الذي قتل فيه تسعة مدنيين اتراك. الا ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الى "مشاركة دولية ذات صدقية" في التحقيق، بينما رأت الولاياتالمتحدة ان مشاركة كهذه "اساسية" لتهدئة الازمة. وقالت "ديلي تلغراف" انه طلب من اسرائيل تسهيل الدخول الى قطاع غزة من المعابر والسماح للامم المتحدة بمواكبة مواد لبناء ستين الف منزل دمرت خلال الهجوم الاسرائيلي على غزة في نهاية 2008 وبداية 2009. واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف هويته ان "اسرائيل يمكن ان تكون مرنة بشأن المواد المرسلة الى المدنيين". وتابعت ان المسؤولين الاسرائيليين ينكرون وجود اي علاقة بين رغبتهم في التعاون ومسألة التحقيق في الهجوم. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فيليب كراولي قال: «نعترف بان مشاركة دولية» في التحقيق حول الهجوم «سيكون عنصرا اساسيا لوضع هذه المأساة وراءنا، على امل اعادة اعطاء الزخم والثقة الضروريين» لانهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. واضاف ان هذه المشاركة ستكون ايضا «مهمة» من اجل “المصداقية التي نتمناها». يأتي ذلك فيما صرح مسؤول اسرائيلي كبير أمس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الامريكي باراك اوباما سيلتقيان قبل نهاية الشهر الجاري. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان «نتانياهو سيتوجه الى البيت الابيض قبل نهاية يونيو لاجراء محادثات مع اوباما». واضاف ان «موعد هذا اللقاء لم يحدد بعد» موضحا انه «كان يفترض ان يعقد مطلع الشهر الجاري وارجىء في اللحظة الاخيرة». وفي 31 من الشهر الماضي اختصر نتانياهو زيارة رسمية الى كندا وارجأ لقاءه الذي كان مرتقبا في اليوم التالي مع اوباما اثر الهجوم على اسطول الحرية الذي اوقع تسعة قتلى. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ابدى مخاوفه امس إزاء تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل وتداعيات ذلك على الاستقرار بالمنطقة وعبر عن أمله في تحسن العلاقات بمرور الوقت. وقال جيتس للصحفيين في لندن إن عزوف أوروبا عن تعزيز الروابط مع تركيا لعب دورا في دفعها صوب الشرق.