يسعى المنتخب الالماني لتأكيد المستوى الرائع الذي ظهر به في مباراته الاولى وذلك عندما يتواجه مع نظيره الصربي اليوم على ملعب "نلسون مانديلا باي" في بورت اليزابيث في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة. وكان "مانشافت" استهل مشواره الخامس عشر على التوالي في النهائيات والسابع عشر في تاريخه بفوز كبير على نظيره الاسترالي 4-صفر، موجها انذارا لجميع المنافسين، وخصوصا الكبار منهم، ليعلن انه جاهز رغم نعومة اظافر الغالبية العظمى من لاعبيه من اجل محاولة وضع نجمة رابعة على قميصه، وهو يسعى الى التأكيد في مباراته الثانية على حساب صربيا التي سقطت في مباراتها الاولى امام غانا صفر-1. وفي حال نجح رجال المدرب يواكيم لوف في حسم مواجهتهم الاولى مع الصرب منذ الدور الاول لمونديال فرنسا 1998 (2-2)، سيقطعون شوطا كبيرا نحو حسم بطاقتهم للدور الثاني للمرة السادسة عشرة من اصل 17 مشاركة حتى الان، علما بان الالمان لم يخرجوا من الدور الاول سوى عام 1938، فيما لم يشاركوا في النسخة الاولى عام 1930 وحرموا من المشاركة في نسخة 1950 بسبب دورهم في الحرب العالمية الثانية. ومن المؤكد ان المواجهة مع المنتخب الصربي ستكون مختلفة عن تلك التي اختبرها الالمان امام الاستراليين الذين اضطروا ايضا لخوض المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 57، خصوصا ان فريق المدرب رادومير انتيتش يضم خمسة لاعبين يلعبون في دوري ال"بوندسليغه" ويعرفون الكرة الالمانية جيدا. وما يزيد من صعوبة المباراة ان الخطأ سيكون ممنوعا على الصربيين الذين يخوضون النهائيات الاولى كدولة مستقلة، بعد ان لعبوا عام 1998 تحت اسم يوغوسلافيا و2006 تحت اسم صربيا ومونتينيغرو. وكان مولر (20 عاما) من بين ابرز نجوم المنتخب في مباراة استراليا الى جانب صانع العاب بريمن التركي الأصل مسعود اوجيل ومهاجم كولن لوكاس بودولسكي الذي يشكلون جزءا من كتيبة اللاعبين الشبان في تشكيلة "مانشافت" للنهائيات الاولى على الاراضي الافريقية. ومن المؤكد ان عشاق "مانشافت" تنفسوا الاحد الماضي الصعداء عندما شاهدوا ان منتخبهم لم يتأثر على الاطلاق بغياب قائده ميكايل بالاك الذي اصيب قبيل انطلاق النهائيات، لانهم رأوا بروز نجم اوجيل الذي تألق كصانع العاب بامتياز، بامكانه ان يذهب مع المنتخب حتى النهاية بمساندة كتيبة الشبان الاخرين مثل هولغر بادشتوبر وماركو مارين ومولر (لم يتجاوزوا جميعهم الحادية والعشرين). والمفارقة ان جيل المخضرمين في تشكيلة المانيا الاساسية يضم القائد الجديد فيليب لام (26 عاما) وباستيان شفاينشتايغر (25) وبير ميرتيساكر (25) و بودولسكي (25 ايضا)، وهناك ثلاثة لاعبين فقط يتجاوزون حاجز ال26 عاما، وهم ميروسلاف كلوزه (31) وكاكاو (29) وارنيه فريدريخ (31)، اضافة الى الحارس الثالث هانز-يورغ بوت ( 36 عاما). "نملك قدرات هائلة. لا يزال هناك بعض العمل لكننا نملك فريقا جيدا يعمل باجواء جيدة وبامكانه ان يقدم بطولة مميزة"، هذا ما قاله لوف الذي يخوض نهائيات جنوب افريقيا باصغر تشكيلة في تاريخ "مانشافت" منذ مونديال 1934. ولن تكون مواجهة اليوم الاولى بين الالمان والصرب (يوغوسلافيا، وصربيا ومونتنيغرو سابقا) اذ تواجهوا في سبع مناسبات سابقة خلال نهائيات كأس العالم قبل انحلال عقد يوغوسلافيا، وكانت الغلبة لالمانياالغربية حينها في خمس مواجهات، انطلاقا من عام 1954 (2-صفر في ربع النهائي) و1958 (1-صفر في ربع النهائي) و1974 (2-صفر في الدور الثاني) و1990 (4-1 في دور المجموعات)، فيما فازت يوغوسلافيا عام 1962 (1-صفر في ربع النهائي). اما المواجهة الاخيرة فانتهت بالتعادل مع المانيا الموحدة 2-2 في دور المجموعات عام 1998. والتقى الطرفان مرة في كأس اوروبا عام 1976 عندما فازت المانيا في نصف النهائي 4-2 بعد التمديد، كما تواجها في التصفيات المؤهلة للبطولة القارية عام 1968، ففازت يوغوسلافيا ذهابا 1-صفر والمانياالغربية ايابا 3-1. اما اللقاء الاخير بين الطرفين فكان في 31 ايار/مايو 2008 وديا في غيلسنكيرشن وانتهت لمصلحة المانيا 2-1، لتحقق فوزها السادس عشر في مجمل مواجهات الطرفين، مقابل 7 هزائم و4 تعادلات.