قال معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا: إن كلية الشريعة بالجامعة تعدّ من أكبر الكليات بالمملكة وأقدمها، مشيدًا بما تقدمه الكلية التي أسسها ولاة أمر هذه البلاد المباركة منذ 50 عامًا خدمة للعالم الإسلامي، لتكون أول نواة للجامعة الإسلامية التي لا زالت تقدم خدماتها منذ نصف قرن. جاء ذلك أثناء الحفل الذي أقامته كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية أمس لتكريم طلابها المتخرجين والمتوقع تخرجهم والمتفوقين والداعمين لنشاطها، بحضور لفيف من وكلاء الجامعة وعمدائها وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية، وجمع من الصحفيين والإعلاميين، وذلك بقصر قمة المدينة للاحتفالات. وقد عرضت الكلية تسجيلًا وثائقيًّا عن الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- للجامعة الإسلامية، وفي التسجيل روى الدكتور غازي بن غزاي المطيري وكيل كلية الدعوة ذكرياته مع تلك الزيارة فقال: توجهنا إلى الجامعة في يوم عاديّ جدًّا؛ فلما وصلنا فوجئنا بالعسكر يأخذون مواقعهم في ساحات الجامعة، وعند باب كلية الشريعة أخبرنا المراقب بالمفاجأة وهي أن جلالة الملك سيحضر معنا المحاضرة التالية وستكون في فصلنا وكانت ميزة لنا، وما هي إلا ساعة أو اثنتان حتى وصل الموكب الملكيّ يتقدمه الملك خالد -رحمه الله- ويصحبه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في حينها والأمير عبدالمحسن -رحمه الله- أمير المدينة في حينها، وعدد من الأمراء والمسؤولين، وصادف أن كان الشيخ أبوبكر بن جابر الجزائري هو أستاذ تلك المحاضرة وكان الموضوع تفسير قول الله تعالى: “الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة” وكانت هي الآية المقررة ولم يكن مرتّبًا لذلك، فأخذ جلالة الملك ومرافقوه مكانهم في الفصل، وبعد انتهاء الدرس قام الملك خالد بجوار الشيخ الجزائري وارتجل كلمة مختصرة، ثم غادر الموكب الملكي، يقول الدكتور المطيري ولم يسقط عقال الملك كما تقول بعض الشائعات ولم يجهش بالبكاء كما تقول شائعات أخرى، وكنا نعد هذه الزيارة الملكية منقبة لفصلنا ما بعدها منقبة. اهتمام الملوك وعقب عرض التسجيل أكد العقلا اهتمام ملوك المملكة بالجامعة الإسلامية النابع من حرصهم على دعم العلم والتعليم ونشر رسالة الإسلام في أرجاء المعمورة كافة، مستشهدًا بهذه الزيارة الملكية الخالدة، ومشيدًا بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله، ومتابعتهم للجامعة. وعبّر الدكتور أحمد كاتب عميد كلية الشريعة في كلمته عن فخر الكلية بما تحظى به من دعم من إدارات الجامعة المتلاحقة، واعتزازها بالمكرّمين مقدمًا الشكر لكل من أسهم في دعم أنشطة الكلية. ثم ألقيت كلمة الطلاب، وشهد الحفل إلقاء ثلاث قصائد من شعر طلاب الجامعة نالت استحسان الجامعة وضجت القاعة إعجابًا بها، كما ألقى الطفل فراس بن حاتم الظاهري قصيدة أبي الطيب المتنبي “واحرّ قلباه ممن قلبه شبم”. عقب ذلك قدّم معالي مدير الجامعة الهدايا والدروع التذكارية للمكرمين، ثم تناول الجميع طعام العشاء بهذه المناسبة. تاريخ عريق وقال الدكتور احمد بن باكر الباكري وكيل كلية الشريعة ورئيس اللجنة المنظمة للاحتفال ان التاريخ العريق لكلية الشريعة والتي مضى على انشائها ما يقارب النصف قرن لا يمكن اختصارها بقرات حفل محدودة، ولكنا حاولنا ان نقدم أبرز ملامح تلك المسيرة. واضاف الباكري ان الدعم الذي تحظى به الكلية من معالي مدير الجامعة سيساهم في اعداد اجيال من طلبة العلم في تخصصات مختلفة، حيث تم فتح قسم الانظمة وسيتم قريبًا ايضًا فتح قسم الاقتصاد الاسلامي، كما يتم العمل الان افتتاح قسم الطالبات.