تم افتتاح ابتكار لهذا العام في هيلتون جدة، في حفل رائع، أشبه بعرس للعلوم والتكنولوجيا والمبتكرين، وحضره كبار القادة في التربية والتعليم العام والفني، والتعليم العالي، وفي العلوم والتكنولوجيا والاختراع والابتكار، وحضره صفوة المبدعين من الشباب، وكل الجامعات السعودية كانت حاضرة، وعدد كبير من قطاع الإنتاج وقطاع الأعمال، ورجال الأعمال، ودور تسجيل ورعاية وحفظ الابتكارات العلمية، وكل المهتمين بتحويل العلوم والتكنولوجيا إلى واقع في حياتنا العامة، مما يدل اننا أمام تظاهرة علمية، أيقظها وشارك في تنميتها وأشرف عليها بكفاءة، موهبة، أي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، وستكون نتائج هذا العرس طويلة الأجل، ومؤثرة في مسيرتنا العلمية والتعليمية وممتدة إلى أجيال المستقبل. في إيرلندا، تقابلت الأسبوع الماضي مع وزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتحدثت معه طويلاً حول دور ومهمة هذه الوزارة المهمة، واسم الوزراة يدل على أن هناك دولاً متقدمة، أصبحت تأخذ موضوع العلوم والتكنولوجيا والابتكار محمل الجد، وتؤسس له وزارة تعمل على تنميته، فعرس موهبة عندنا، لثلاثة أيام، لكنه في كثير من الدول الصناعية المتقدمة، أصبح عرس دائم طوال العام، وكل عام، لا ينقطع ولا ينتهي ولا يضعف، وتعيش فرحته وتقطف ثماره كل يوم، تعالوا لنرى أهم أهداف هذه الوزارة الإيرلندية العجيبة: وزراة رعاية الابتكار وتنمية الاختراعات: • رفع المستوى العام الوعي بالعلوم الفيزيائية ؛ • رفع مستوى الإنفاق على البحث العلمي لينافس دولياً • تشجيع الجامعات ومؤسسات التعليم العام والفني تبني الأفكار الإبداعية والابتكارات • تشجيع صغار المستثمرين وقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة العمل نحو الاقتصاد المعرفي • رفع مستوى استيعاب الطالب من العلوم الطبيعية على المستوى الثاني والثالث ؛ • تعزيز موقف إيجابي نحو وظائف في مجال العلوم والهندسة والتكنولوجيا ؛ • تعزيز فهم أكبر للعلم بين القطاعين العام والمجتمع؛ إذن ما يقوم به معرض ابتكار تقوم به وزارة لها وزير في دول صناعية متقدمة، له تمثيل في مجلس الوزراء لرعاية ومتابعة هذا النهج حتى يؤتي ثماره، لأنه يرى أن توعية الناس وتثقيفهم علمياً وتشجيع المخترعين هو شغل شاغل للوزارة، ولا أعتقد أن إيرلندا تعبث بل لتثبت صدق قولها، حولت هذه الرغبة إلى عمل عندما رفعت مستوى الإنفاق على البحث العلمي ليصل إلى 1,66 في المائة من ناتجها القومي، لتنافس بذلك مستوى الولاياتالمتحدة وسنغافورة، بل لقد زادت دور البحث العلمي لديها إلى 164 جهة منها الجامعات ومنها كبرى الشركات المحلية والأجنبية، وشجعت المخترعين والمبتكرين لتحويل إنتاجهم إلى ثروة اقتصادية، عن طريق احتضان أعمالهم لتنمو محلياً وعالمياً. ما تقوم به إيرلندا، تقوم به معظم دول العالم الصناعية التي تعطي للابتكار وللمستثمرين في الاقتصاد المعرفي، أهمية وتجعل له وزارة كاملة تعمل من أجلهم، وأتمنى أن نرى موهبة تتحول لوزارة قريباً، لتكون على مستوى مسؤولية الحدث، وهذه الوزارة موجودة في كندا، وماليزيا، والدانمرك، وإيران، وهي تسعى لتحويل فكرة الاقتصاد المعرفي إلى واقع، وقد تبنى المجلس الاقتصادي الأعلي بالمملكة، التحول إلى الاقتصاد المعرفي عن طريق المدن الاقتصادية الخمسة، وعن طريق كبرى الجامعات الجديدة، وعن طريق مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية والطاقة المتجددة، فشكرا لموهبة، وإلى الأمام، فقد أتت بفكر متقدم، ومتيقظ، وسرعان ما نجدها، لو واصلت هذه المسيرة بدون تراجع، وبدون ضعف لتصبح وزارة مرموقة، ويصبح عرسها السنوي عرسا دائما للاقتصاد السعودي المعرفي المتقدم.