في وقت توجهت فيه كاميرات الإعلام صوب نفرة الحجيج ووقفة عرفات وانشغلت أقلام الصحفيين وصنّاع الكلمة لتغطية المشاعر المقدسة داهمتنا أحداث سيول جدة لتربك أوراق الجميع وتغير مسار عجلة العمل وعلى الرغم من تزامن الحدثين في يوم واحد الا أن « المدينة « استطاعت العمل على مسارين وتمكنت بكفاءة صحفييها أن تقدم أنموذجا جديدا لإدارة العمل الصحفي حتى لو تداخل حقل العمل ومسرح الأحداث ..واكبت « المدينة» من خلال تغطياتها الميدانية الناجحة أحداث السيول لحظة بلحظة وكانت حريصة على استنفار طاقم صحفييها للوقوف على المناطق المنكوبة ورصد تداعيات الحدث بموضوعية بالغة مرتكزة على الصور الناطقة التى لا تعرف التزييف ولا الكذب ليس هذا فقط بل استندت فى تغطيتها على لغة الأرقام المستقاه من على لسان المسؤولين إيمانا منها بأن هذه اللغة هي الأقرب لعيون ومسامع الباحثين عن الحقيقة . ومع ظلال أحداث السيول المفجعة وتأثيرها الدامى على النفوس حرصت « المدينة على الاقتراب من قلب الوجع ونشر تفاصيل القصص المأساوى الذى عاشه سكان الأحياء المتضررة بل وصياغة الألم كما يعيشه صاحبه بلا تهويل ممقوت ولا مبالغة يرفضها القارىء الواعى. ولأن الفاجعة كانت أكبر من سقف الاستيعاب الانساني خففت « المدينة « من وقعها بمرافقة صحفية دائمة لرجال الدفاع المدني والانقاذ وحرس الحدود والطيران العامودى الباحثة عن الجثث المطمورة وذلك رغبة منها فى تهدئة نفوس ذوى الضحايا ممن اشتاقوا لمعرفة مصير ذويهم – أحياء كانوا أو أمواتا – وظلت «المدينة» على نهجها الصحفي تواصل متابعاتها بالكلمة والصورة حتى تمكنت من إيصال صوت المواطن الى مسامع المسئولين فى كل مكان . التغطيات الصحفية التى نالت رضا المتابعين لم تحمل المدينة فى كتابتها سيف النقد وحدة بل أثنت وثمنت جهود القطاعات التى قدمت جهدا مشكورا فى التعاطى مع الحدث . هذا التوازن بين الإشارة الى المخطىء وإظهار صورة المصيب منحت صفحات « المدينة « عنوانا صادقا في عيون القراء وأكدت أن الصحافة « صناعة محايدة « لا تعرف الميل لهذا والابتعاد عن ذاك وبعيدا عن النرجسية في الثناء على الذات نعترف أن صحفيي المدينة كانوا فرسانا في قلب الميدان أدركوا بمهنيتهم ما لأحداث السيول من بعد جارح فتعاملوا مع القلم وكأنه مشرط جراح.. اقتربوا بقوة وكتبوا بجرأة وتركوا القصاص من المتسبب للقطاعات المعنية بذلك حتى اذا ما جاء قرارات المليك – حفظه الله - بتعويض متضررى السيول وإسكانهم بعيدا عن مسرح الحدث الدامي وصرف مليون الشهيد وتشكيل لجنة لتقصى الحقائق والوقوف على المتسبب في الفاجعة انتقلت « المدينة « بتغطياتها انتقالة أخرى لترصد التأثير الايجابي لأوامر المليك – حفظه الله - على نفوس ذوى المتضررين وكذا الجهود المبذولة لإيواء الأسر المتضررة بالشقق المفروشة وتقديم الدعم المادى والمعنوى لهم . ولم تقف المدينة عند هذا الحد بل واصلت رسالتها بمتابعة أمينة لآلية عمل لجان التعويضات ونقلت شكاوى المواطنين من تعثرها حينا وافتقارها للتنظيم حينا أخرى وسطّرت بصدق سعادة المواطنين أيضا عندما انتظمت الآلية وباتت جسور الصرف ممهدة امام المواطنين . نعم لقد تواجدت المدينة ميدانيا فى كل موقع ومكان وكان لها الحضور الصحفى الناجح الذى شهد به الجميع وقبل هذا وذاك قدمت فى أحداث الاربعاء الحزين صحافة عنوانها الصدق و الشفافية والموضوعية