عرض المحافظون أمس على الديموقراطيين الاحرار، ثالث القوى السياسية في بريطانيا، تشكيل حكومة مشتركة بعدما اظهرت نتائج الانتخابات التي جرت الخميس فوز حزبهم، الا ان رئيس حزب العمال غوردون براون رفض الاقرار بالهزيمة. وفاز حزب المحافظين الذي يقوده ديفيد كاميرون ب 306 مقاعد، فيما فاز حزب العمال بزعامة غوردن براون ب 258 مقعدا، أما الحزب الليبرالي الديموقراطي بقيادة نك كليغ فحصل على 57 مقعدا. وقال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين «اريد أن اقدم للديموقراطيين الاحرار عرضا كبيرا ومفتوحا وشاملا. اعتقد اننا نملك ارضية صلبة لتشكيل حكومة متينة»، مضيفا ان المفاوضات ستبدأ «الآن»، لكن كاميرون حدد مجالات التي سيكون على استعداد للمساومة فيها، وفي طليعتها الامور المتعلقة بالاتحاد الاوروبي، حيث يرفض المحافظون اعتماد اليورو فيما يعتبر الديموقراطيون الاحرار بزعامة نك كليغ ان هذا الامر يشكل هدفا «على المدى البعيد»، وفي هذا السياق قال كاميرون «اعتقد انه لا ينبغي على أي حكومة ان تمنح الاتحاد الاوروبي مزيدا من السلطة». غير ان المحافظين وافقوا على اطلاق ورشة اصلاحات انتخابية لطالما نادى بها الديموقراطيون الاحرار، واجرى كاميرون وكليغ اتصالا هاتفيا مساء أمس. وقال المتحدث باسم كليغ ان الرجلين «اتفقا على تقصي الاقتراحات بشأن برنامج اصلاح سياسي واقتصادي». ودعي النواب الديموقراطيون الاحرار الى اجتماع اليوم. واعتبر نك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار النتيجة بأنها «مخيبة»، اذ لم يتمكن من تحويل الشعبية التي اكسبته اياها المقابلات التلفزيونية الى فوز بعدد اكبر من المقاعد. وفي هذه الاثناء، يبقى غوردن براون في انتظار نتيجة المفاوضات بين الرجلين، وقال «اذا فشلت المفاوضات بين كاميرون وكليغ فسأناقش مع كليغ المواضيع التي يمكن ان يبنى عليها اتفاق بين حزبينا»، وفي وقت سابق رأى كليغ ان المحافظين لديهم «الاولوية» في محاولة تشكيل الحكومة الجديدة، وقال «اعتقد انه يعود الان لحزب المحافظين ان يثبت انه قادر على حكم البلاد في خدمة المصلحة العامة». وكان كليغ اعلن خلال الحملة الانتخابية انه قد يقبل التعاون مع حزب العمال، لكنه سيواجه صعوبة في التعامل مع براون.