فدك: (الحائط): عندما سمع أهل فدك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر، بعثوا إليه صلى الله عليه وسلم يصالحونه على النصف من فدك فقدمت عليه رسلهم، فقبل ذلك منهم، فكانت فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لم يوجف عليها خيل ولا ركاب. وكان صلى الله عليه وسلم يصرف ما يأتيه من فدك على أبناء السبيل، وينفق منها على صغير بني هاشم ويزوج منها أيمِهم. وفدك لها ذكر في بعض الأحاديث حيث حدث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قائلا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حماراً عليه إكاف (سرج الحمار ) على قطيفة فدكية, فدكية نسبة على فدك أي أنها إما مصنوعة بها أو مجلوبة منها حيث أصبحت القطيفة معروفة بنسبتها إلى فدك. تاريخ عريق وبداية تاريخ فدك موغل في القدم حيث تقول بعض المراجع: أن فدك قد بناها فدك بن حام بن نوح عليه السلام وقيل أن الذي بناها هو فدك بن عمليق وكلا الرجلين ضارب في التاريخ وكانت فدك تعج بالحياة حتى أن ملك البابل نيونيد قد ضم المنطقة التي تشمل فدكا إلى مملكة بابل خلال فترة حكمه عام (556 – 539 ق.م) وظهرت كثير من الأسماء البابلية ومن أشهرها: يديع الحويط فداكو (فدك)، ديدان (العلا)، تيماء، فيد، يثربو (يثرب) المدينةالمنورة. وتذكر فدك في الشعر الجاهلي حيث قال الشاعر زهير بن ابي سلمى: لئن حللت بجو من بني أسد في دين عمرو وحالت بيننا فدك ليأتينك مني منطق قذع باق كما دنس القبطية الودك وتقع فدك (الحائط) على هضبة تغطيها حجارة الحرة التي إذا أزيلت ظهرت تحتها تربة زراعية خصبة وعلى ضفة وادي الحائط من الجهة الشمالية وفي الوادي توجد مظاهر الحياة القديمة وتوجد على جنبات الوادي على الصخور بعض الكتابات المختلفة منها الكوفي والكتابات الإسلامية وكتابات أمم ما قبل التاريخ. رسومات وكتابات ومما يدل على تاريخها العميق تلك الحصون والقلاع والنقوش والرموز المرسومة وقصورها الحجرية التي شيدت من الصخور الضخمة القوية، لذا فإن فدك ضاربة في التاريخ قصورها وقلاعها عاصرت العصر الروماني واليوناني على أشكال هندسية وهناك بعض القصور ذات الأبراج التي هيئت للحراسة كما أن هناك النقوش والرسوم على أشكال وعول وغزلان، وقد ضمت فدك صلحاً كما ذكر ذلك في مقدمة هذا الموضوع، حيث أفاء الله بها على رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة بعد فتح خيبر، فصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم على ذلك وكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أقيمت حول فدك أسوار الحماية قديما مثل بقية المدن في الحجاز حيث تحصنوا بالحصون والأسوار وأقاموا القلاع وأبراج المراقبة لحماية أموالهم وبيوتهم وأعراضهم وذريتهم، حيث أقيم السور الأول في فدك وعندما اتسع البنيان أقيم السور الثاني، وهناك شبه بين تعدد الأسوار في فدك والمدينةالمنورة وبقية بعض المدن مثل خيبر وتيماء ...الخ. قصور منيفة واشتهرت بعض قصور فدك بالأسماء مثل قصر الشمروخ وقصر الحصان وقصر قلعة القصير وقصر الطيبة وقد وقف الباحث على بعضها بصحبة بعض الأهالي وعندما تتجول في أزقة فدك أو في بطون أوديتها الداخلية أو بين نخيلها وقد احترق أو "أحرق" أغلبه تشعر بأنك تسير على كنوز حقيقية متوارية في الأرض حيث ترى قصوراً قائمة وأخرى في الأرض متوارية لم تكتشف بعد, كما تتعدد مواقع المقابر في فدك وقد نبه المرافق الكاتب عدة مرات بأنه يمشي أو يقف على قبر مما ذكره قول الشاعر: خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجسادِ سر إن استطعت في الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العبادِ واللافت للنظر أن بعض القبور القديمة يكون اتجاهها من الشمال إلى الجنوب (أي جهة القدس). ومسميات فدك القديمة (الحائط حالياً) التي داخل السور القديم حسب ما يطلق عليها الأهالي أثناء زيارة الباحث هي: •الفقيرة بتشديد الياء وهي عبارة عن السوق القديم ويتكون من عدة مباني سكنية وتتصل بها بعض المحلات التجارية القديمة التي اندثرت بعض معالمها كما توجد بعض الصخور فيها كتابات ثمودية. •الفقرة وهي عبارة عن حارة متصلة المنازل تحيط ببعض القصور القديمة وأثناء التجول يتم اكتشاف بعض الصخور بها حروف وكلمات منقوطة. •القصر القديم عبارة عن مبنى في طريقه للاندثار وحوله بعض المباني انهار بعضا على ذلك القصر. كما توجد بعض العيون التي لازالت تجري داخل فدك ولاسيما من الجبل الذي يشرف على فدك المندثرة من الشمال وعلى قمته بعض المنازل علما بأن هذه الحارات قد خلت من السكان: هذه فدك قطعة من التاريخ.