لن أتحدث عن تأهل الاتحاد والهلال والشباب فقد تحقق منذ مباريات الذهاب وأثبتوا أنهم الأفضل وحسموها من البداية، ولكني سأطير إلى مدينة مانشستر الإنجليزية وأتحدث عن قمة المباريات الأوروبية عندما التقى الألمان والإنجليز في المواجهة الأجمل بين المان والبايرن، فقد استمتعت حد الإشباع واستفدت حتى النخاع، فما حدث تلك الليلة لم يكن مجرد متعة كرة قدم.. إنها عزيمة وإصرار وعدم يأس، حتى كيفية اختيار المحترفين الأجانب وفق الاحتياج كانت حاضرة، كما استمتعت بمعلق المباراة على قناة الجزيرة وهو يصف معلومات جميلة، وما كنا نتناوله عن الكرة الألمانية لا يعرف البعض قيمته الكروية، وأعجبتني عبارة بلاتيني وهو يكررها «إذا كان الألمان سيئون يصلون للنهائي، أما إذا كانوا جيدين يحققون الكأس !» ومقولته الخاصة عن الصحافي المالطي «الألمان لا يموتون» والمقصود هنا أنهم لا يموتون كروياً فمهما يتأخرون يعودون، والشواهد عدة مع فرنسا في مونديال 82 م 3/1 في الوقت الإضافي انتهت ب 3/3 وفوز ألماني بركلات الترجيح، ومع الأرجنتين في نهائي 86 تأخر 2/0 ثم تعادل 2/2 فخسارة مفاجئة بهدف قاتل، والشواهد متكررة ولا زالت مستمرة، إنه درس بليغ في عدم اليأس كرره البايرن في مباراة مانشستر، 0/3 في شوط تحولت إلى 2/3 بروح وعزيمة وإصرار وتأهل للبايرن. تعالوا نتحدث عن الأجانب، ملايين اليوروهات تصرف في الدوري الإسباني والإنجليزي والإيطالي، وينفق أقل منها بكثير في البوندزليجا الألماني رغم أن الاقتصاد في ألمانيا أفضل من نظيراتها الأوروبية، ولكن الاختيار هنا وفق الاحتياج وكل شيء مقنن وبالنظام، روبين الهولندي استغنى عنه ريال مدريد فوجد مكانه محجوزا في الفريق البافاري وهدفه في المباراة قمة في الدقة والإتقان ، والعقلية الألمانية تخلت عن المهاجم الإيطالي لوكا توني وأصرت على الإبقاء على الفرنسي ريبيري لأن القرار دائماً فني ووفقاً للاحتياج.. مباراة المان يونايتد وبايرن ميونيخ ليست مجرد متعة، إنما متعة ودروس كروية ذات قيمة وأبعاد. سقط سهواً تحدثت تلفزيونياً عن أكثر رؤساء الأندية دعماً «من جيوبهم» لأنديتهم وذكرت رئيس الهلال والنصر ومن بعدهم رئيس الوحدة، وهنا سقط سهواً الإشارة إلى رئيس نادي الشباب خالد البلطان، بأنه من أكثر ثلاثة رؤساء «دفيعين» من جيوبهم ، ولم يعد للاتحاديين سوى التغني بأيام زمان.