فجّر الحديث عن إمكانية عمل السعوديات في الخدمة بالمنازل في الآونة الأخيرة تساؤلات كثيرة عن احتمالات تطبيق ذلك في ضوء الظروف الراهنة ، ففي حين رأى البعض وجود قبول تدريجي لإمكانية عمل المرأة في الخدمة بالمنازل وفق ضوابط أبرزها عدم المبيت في ظل حاجة الكثيرات الى مصدر رزق ثابت رأى آخرون صعوبة السماح للمرأة بهذا المجال من العمل في ظل توفر فرص عمل جديدة يوميا وخصوصية المجتمع . ونظرًا للانتقادات الواسعة لعمل السعوديات خادمات في المنازل أجرى مركز الإحصائية السعودية للدراسات الإحصائية استطلاعا للرأي حول فكرة عمل السعوديات خادمات في المنازل ، على عينة مكونة من 3000 شخص من المواطنين والمقيمين بهدف التعرف على آرائهم وأظهرت نتائج الاستطلاع أن ما يقرب من نصف المبحوثين بالعينة غير موافقين على عمل المرأة كخادمة في المنازل و%12.3 من فئة الموافقين و35.5% يوافقون بشروط . توضح النتائج أن 30% من المنطقة الغربية غير موافقين على عمل المرأة في مهنة خادمة منزلية وهي أعلى نسبة ثم تليها 18% من المنطقة الشرقية ممن يوافقون بشروط و14% من المنطقة الوسطى غير موافقين . تشير النتائج إلى أن المبحوثين الذين مستوى تعليمهم ثانوية أو بكالوريوس غير موافقين أو موافقون بشروط على عمل المرأة في مهنة خادمة منزلية فيما الذين مستوى تعليمهم دراسات عليا كانت نسبة إجاباتهم متساوية بالنسبة للآراء الثلاثة موافق وموافق بشروط وغير موافق . كما تشير إلى أن نسبة الذكور غير الموافقين على عمل المرأة في مهنة خادمة منزلية أعلى من الإناث. وبلغت نسبة المشاركين في الاستطلاع ذكور:56% , إناث : 44% والفئات العمرية من 16 20 سنة : 9% , من 21 30 سنة:51% , من 3150 سنة: 40% والمستوى التعليمي ثانوي: 18% , جامعي : 67 % ، وبلغ نسبة المشاركين من المنطقة الغربية 56% , المنطقة الوسطى : 22% , المنطقة الشرقية : 15% , المنطقة الجنوبية :3 % المنطقة الشمالية : 4% . الراتب جيد ومناسب في البداية تقول الأمّية فاطمة حكمي 40 سنة "أرملة":أعمل في إحدى المدارس الأهلية كمستخدمة براتب لايتجاوز ال 700ريال وعندما سمعت عن فتح العمل للسيدات السعوديات للعمل كخادمات في المنازل وأن الراتب يصل ل1500 ريال فكرت في ان اعمل في المنازل خاصة أنني أرملة وفي رقبتي ثلاثة من الأبناء . واضافت هذا الراتب لم احصل عليه من قبل وقد يسهم في تحسين ظروفي المعيشية . بينما قالت سلوى محمد 37سنة ولم يسبق لها الزواج :"أبحث عن عمل منذ وفاة والدي لأتمكن من تأمين مستلزمات الحياة لي ولوالدتي وإخواني ولكني لم أجد وظيفة براتب جيد وأقصى راتب وجدته 900ريال في أحد المستشفيات . واعربت عن سعادتها لفتح المجال لعمل المرأة كخادمة في المنازل لأن الراتب كبير مقارنة بمجال التعليم . وأبدت مريم حسن 35سنة مطلقة سعادتها بالعمل كخادمة في أحد المنازل بشروط ابرزها عدم المبيت في المنزل الذي الذي أعمل فيه ومن غير المعقول أن أبيت في منزل أسرة سعودية وأهلي يرفضون ذلك . واستغربت موقف الذين يرفضون عمل السيدات كخادمات للمنازل ووجهت حديثها لهم قائلة: “ لو كنّا وجدنا عملا أفضل وراتبا أكثر لما ترددنا في العمل !!!!. خادمة بالوراثة اما رقية سالم في الخمسين من عمرها والتي عملت قبل ذلك كخادمة في أحد المنازل العريقة في جدة تقول: عملت منذ مايقارب 25عاما كخادمة ولم أشعر أنني خادمة في منزل تلك الأسرة السعودية وأستمر عملي لسنوات طويلة حيث كانت تعتبرني تلك الأسرة فردا من العائلة وكنت أحصل على راتب يتجاوز ال2000ريال .وأضافت : ورّثت تلك المهنة لإبنتي التي لم تكمل تعليمها وهي تعمل لدى إحدى بنات تلك الأسر براتب يتجاوز 1700ريال وأرى أن تلك المهنة ليست عيبا أو حراما لان العيب هو طلب الحاجة من الناس . وفي المقابل رأت سيدات اعمال أن عمل المرأة مادام في إطار الشريعة الإسلامية سواء في منزل او مدرسة او مستشفى فانه ليس معيبا او مخجلا. تقول سيدة الأعمال فايزة الفايز :"أنا من المؤيدات لعمل المرأة في أي مكان مادامت المهنة شريفة وتدر دخلا لابأس به ولكني ضد مسألة مبيتها في المنزل الذي تعمل فيه فنحن كمجتمع سعودي له خصوصيته والتي لايمكن التنازل عنها . وتساءلت سيدة الأعمال ريم الراشد :"ما الذي يمنع عمل المرأة المحتاجة للعمل كخادمة في المنازل في ظل تمسكها بحجابها وحشمتها مشيرة ان هذا العمل سيتم في اطار من الخصوصية في وقت غياب صاحب المنزل . وأضافت :"أن الإسلام لم يحرم عمل المرأة كخادمة فمنذ زمن رسولنا عليه الصلاة والسلام كانت المرأة تعمل كجارية ولم يكن هناك مايعيب ذلك.