عزا تجار ومستوردون للشعير في المملكة شحّ المعروض في الاسواق السعودية الى نفاد نسبة كبيرة من المخزون لدى تجار ومستوردي الشعير الرئيسيين وعدم تعاقدهم خلال الشهرين الماضيين لجلب كميات جديدة من الاسواق العالمية. وكشف هؤلاء ان السبب الرئيسي في توقف بعض التجار عن الاستيراد يعود الى تأخر الاعانة التي تقدمها الدولة للشعير كمنتج مدعوم لمدة طويلة قاربت الإثنى عشر شهراً. الأمر الذي اجبر بعض المستوردين الى الحصول على تسهيلات ائتمانية من البنوك ولكنها بعد مرور نحو عام على تأخر هذه الاعانة لم تستطع الشركات المستوردة الحصول على التسهيلات الكافية من المؤسسات المالية والبنوك. ونبه آخرون الى عدم توفر السيولة بشكل كاف واحجام البنوك عن تمويل احتياجات التجار والمستوردين من السلع كالشعير. وارجع مستوردون الزيادة المتواصلة لاسعار الشعير الى نفاد الكميات المخزنة لدى بعض التجار في الاسواق المحلية. وأشار هؤلاء الى ان الاسعار العالمية للشعير استقرت عند 32 دولاراً للطن للمنتج الأوروبي ومابين 34-35 دولارا للطن للمنتج الاسترالي. وأشارت مصادر مطلعة ان الشعير يباع حالياً مابين 32-33 ريالاً للكيس في محطات المستوردين الرئيسيين، بينما يرتفع الى حدود 50 ريالاً في بعض المناطق المحيطة بجدة. وطالب مستوردون بضرورة تحرك وزارة المالية والجهات العليا لدفع الاعانة المقررة للشعير والمتأخرة لكي يتمكن المستوردون والتجار من التعاقد للحصول على احتياجات السوق السعودي وفي هذه الحالة فإن المستوردين يحتاجون من شهر الى 45 يوماً لتوفير الاحتياجات العاجلة من الشعير بالسعر الذي يضمن استقراره في السوق السعودي. من جانب آخر أبدى مربو مواشي في جدة أمس تخوّفهم من ارتفاع مرتقب لاسعار المواشي بسبب الارتفاع المتواصل للأعلاف الرئيسية التي يستخدمها المربون وهي (الشعير). وحذّر البعض منهم ان ارتفاع الشعير سيؤدي لا محالة الى اجبار المربين والتجار الى رفع اسعار ماشيتهم في الاسواق المحلية على غرار النسبة التي ارتفع بها سعر الشعير وقد يصل الى أعلى من ذلك بسبب تكلفة الشحن التي تضاف الى الاسعار القائمة للشعير. وقال جمعان العتيبي (مربي ماشية) خلال تواجده في سوق الاعلاف بجنوب جدة : إنه اندهش من الارتفاع المتواصل للشعير، واضاف : اذا استمر هذا الارتفاع سوف يؤدي الى بيع ممتلكاته من الاغنام والماشية، مشيراً في هذا الصدد الى ان الاحتفاظ بها في ظل هذا الارتفاع اصبح أمرا غير مجدٍ سواء من الناحية الربحية او الاستهلاكية. ونبّه العتيبي إلى ان المواطن سيفاجأ خلال ايام قليلة بسبب هذا الارتفاع في اسعار الشعير بارتفاع في اسعار الماشية وبالتالي قد لايستطيع معها شراء احتياجاته المختلفة من المواشي. فيما يقول العم سعيد (مربي ماشية) أنه جاء من احدى القرى التي تبعد عن جدة 300 كلم لكي يوفر على نفسه 15 ريالاً تقريباً في كل كيس شعير، فيقول: في قريتنا نشتري كيس الشعير بخمسين ريالاً، بينما هو في جدة ب 35 ريالاً تقريباً. وعندما سألناه عن اسباب هذا الفرق، قال: انها الشاحنات التي تنقل احتياجات هذه المناطق من الشعير والتي ترفع السعر لكي تحصل على ارباح اكثر مما ينبغي. الجدير بالذكر ان اجمالي استهلاك الاسواق السعودية من الشعير يعادل نحو 25 الف طن يومياً وبإجمالي يتجاوز 7.5 مليون طن في السنة، وتشير معلومات الى انه استثنائياً ارتفع استهلاك السوق السعودي من الشعير في العام الماضي الى اكثر من 8.3 مليون طن. ويشير مراقبون الى ان سوق الاعلاف السعودي يصل الى اكثر من 12 مليون طن في السنة منها ثمانية ملايين طن من الشعير واكثر من 700 الف طن من الاعلاف المصنعة (المركبة) بالاضافة الى 2.5 مليون طن من البرسيم المزروع محلياً، ولكن مراقبون يتوقعون ان ينخفض انتاج المملكة من البرسيم خلال العامين المقبلين بناء على الخطة الوطنية للمياه والتي تتطلب ايقاف زراعته حيث انه يستهلك خمسة اضعاف مايستهلكه القمح.