واجهه: عوض المغازى وفي حواره مع "الرسالة" بدا المؤلف الدكتور مصطفى معوض أكثر إصراراً على مضامين كتابه متحدياً العلماء أن يناقشوها ومبدياً استعداده لمناظرتهم. هذا الإصرار هو الذي دفعنا لأن نبدأ معه بملاحظة حول تشكيك كثير من علماء الشريعة في عقيدة بعض دارسي الفلسفة باعتبار أنهم أكثر ولاءً للملاحدة الغربيين الذين تعلموا على أيديهم وكان طبيعياً أن يتبنون أفكارهم فرد قائلاً: أنا لم ادرس خارج مصر ، وحصلت على الدكتوراه عام 1997م من جامعة عين شمس وكان عنوان الدراسة (مشكلة الألوهية في الفلسفة الوجودية). لكن مشكلة علماء الدين الثبات على فهم واحد محدد للدين، وعدم قبول أي اجتهاد خارجه. لكن هناك ضوابط لهذا الاجتهاد ؟ نعم لكن هذه الضوابط لا تمنع من تطوير فهمنا للدين والوصول إلى نتائج مغايرة لما وصل إليه الأقدمون. ما الدافع وراء تأليفك لهذا النوع؟ استمتع بالتفكير في الأمور الدينية خاصة المعاملات والفقه وأصوله. لكنك متهم بأنك تكتب في غير تخصصك لذلك جاءت آراؤك مخالفة وهذا ناجم عن قصور في فهمك للمقاصد الشرعية؟ الفكر الديني لا يقوم على التخصص والشهادات العلمية مثل تخصصات الطب والهندسة، فكل من وجد له باعاً للخوض في هذه العلوم والفهم والاجتهاد فعليه أن يدلى بدلوه، لأن في الإسلام لا توجد وظيفة رجل دين، وكلنا سنحاسب فرادى، بمعنى أنه لن يأت مفتى مصر أو شيخ الأزهر ليقف معنا في الحساب يوم القيامة، وعلى رأى المثل البلدي (كل إنسان معلق من عرقوبه). كما أن علم التوحيد وعلم أصول الدين وكذلك أصول الفقه مرتبطة بالفلسفة، والذي يخوض في هذه العلوم يخوض بالتالي في الفروع الشرعية والعلوم ذات الصلة. لكن العلماء يخالفونك في كل هذه المضامين التي وردت في كتابك؟ أدعوهم إلى عدم التعصب ومناقشة أفكار الكتاب بموضوعية لأن مناقشة مثل هذه الموضوعات قد تستمر إلى يوم القيامة. ويجب على العلماء إعادة النظر فيما وصل إلينا من تراث وتنقيحه من الشوائب. فهناك من اجتهد في موضوع قوامة الرجل والميراث وقدم رؤى عظيمة وتقدمية أمثال محمد شحرور لكن علماء الدين تجاهلوها وغضوا الطرف عنها. هل أنت مستعد لمناظرة أي من علماء الدين حول هذا الكتاب؟ مستعد لمناظرة أي عالم طالما تم ذلك في ظل مناخ من الحرية واتسمت المناظرة باحترام جميع الأطراف، وأرفض حوارات الفضائيات التي تتحيز لطرف دون آخر. من هم المفكرون أو الكتاب الذين تأثرت بهم في كتابك الحالي؟ تأثرت بالدكتور محمد شحرور والشيخ جمال البنا. لو ثبت من المناظرة أن آراءك خاطئة بالأدلة والحجج هل تتراجع عنها؟ ممكن طالما توفرت حرية الرأي والفكر، الحجة بالحجة بعيدا عن حوارات الطرشان، ولا أفرض رأيي وأقول أنه الرأي الصائب، لكن أذكِّر بمقولة الإمام الشافعى: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب.